الشرعية تقتل المواطنين بـ "الهوية" في مناطق سيطرة التحالف

YNP -  إبراهيم القانص :

القتل بالهوية.. عنوان وحشي لثقافة يغرسها التحالف في أوساط المجتمع اليمن، ثقافة مفخخة بالعنصرية والمناطقية والمذهبية، متخذاً من الشرعية التي زعم أنه جاء لدعمها وإعادتها أداة لاغتيال البشر والقضاء على ثقافة وحضارة بلاد بأكملها، كون سياسته تتركز على تفتيت المجتمع تمزيق نسيجه المتآلف، وهي الطريقة الأقرب والأضمن لإضعافه ومن ثم سهولة اختراقه والسيطرة والاستحواذ على ثرواته وانتهاك سيادة أرضه.

 

استطاع التحالف أن يحوّل الشرعية إلى ماكينة قمع وقتل في مناطق سيطرته، على امتداد جغرافيا المحافظات اليمنية التي يسيطر عليها ويحكمها بالحديد والنار، فالسجون السرية ملأى باليمنيين داخل أرضهم، لمجرد أنهم رفضوا سياسات التحالف والشرعية التعسفية ضدهم، ولا يزال الآلاف منهم يتجرعون أنواع التعذيب وكأنهم تحت حكم النازية والفاشية في أسوأ مراحلها الظلامية، ولا يكاد يمر يوم إلا بجرائم قتل واختطاف واغتصابات، وانضمام العشرات من الشباب إلى تعاطي المخدرات بأنواعها، والتي تغرق بها دول التحالف مناطق سيطرتها خصوصاً في المحافظات الجنوبية، فيما تواصل تحقيق أحلامها وتنفيذ أجنداتها مستخدمةً الشرعية كتأشيرة عبور إلى كل ما تتمنى تحقيقه.

 

ولا يزال التحالف ينشر ثقافة القتل بالهوية والانتماء للمنطقة والمذهب بين اليمنيين وبأيدي بعضهم الذين اشترى ولاءهم له، على حساب وطنهم وأبناء شعبهم، فالمواطن من أي محافظة شمالية لم يعد آمناً على حياته إذا ما فكر في السفر عبر إحدى المحافظات التي يحكمها التحالف والشرعية، نتيجة عمليات القتل والاختطاف التي يتعرضون لها، لمجرد أنهم من أبناء تلك المحافظات، وهي الثقافة التي يكثف التحالف جهوده لترسيخها بين اليمنيين لتفتيتهم وإضعافهم، وحسب مراقبين فإن ذلك هو الحالة التي تخدم مصالح التحالف وترفع فرص تمكنه من التمدد في جغرافيا اليمن بما تمتلكه من ثروات ومواقع استراتيجية، ولم تكن جريمة مقتل المغترب اليمني السنباني الأولى ولن تكون الأخيرة، وقد توالت من بعدها جرائم قتل واختطاف، كان آخرها مقتل طفل من أبناء محافظة حجة، أثناء مروره بين محافظتي مارب والجوف عائداً من المهرة، لمجرد تشابه في اللقب بينه وبين رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام، وكأن الأخير أيضاً مباحاً لشهيتهم المفتوحة على القتل.

 

تعاملت وسائل إعلام تابعة لحزب الإصلاح، الموالي للتحالف والمدعوم سعودياً، بجريمة اغتيال الطفل مازن فليتة، من أبناء محافظة حجة، محتفيةً بما وصفته قتل أحد القيادات الحوثية، وهو اعتراف صريح بأن الجريمة تمت وفق مخطط معتمد ومتعمد للقتل بالهوية حسب قوائم يحددها التحالف، حيث لا تحدث تلك الجرائم سوى في مناطق سيطرته، وبأيدي مقاتلي ومتنفذي الشرعية، بينما تتمتع مناطق سيطرة الحوثيين بالأمان والضبط الأمني الذي لا يمكن لأحد إنكاره، وهو الأمر الذي يرفع وتيرة إصرار قوات صنعاء على طرد التحالف من كل المناطق التي يبسط سيطرته عليها، حسب المراقبين.