التحالف يغطي الوجود اليهودي في السعودية بصور مفبركة من مطار صنعاء

YNP- إبراهيم القانص :
المبررات التي تحاول السعودية تسويقها لقوننة أو شرعنة قصف الأعيان المدنية في العاصمة صنعاء، وغيرها من المدن اليمنية، أشبه بحيلة العاجز إزاء ما تتعرض له من هزائم ميدانية في مناطق المواجهات،

رغم حشدها مئات الآلاف من المقاتلين الذين جلبتهم من كل بقاع الأرض، فضلاً عن المجنديين اليمنيين من الشباب الذين استقطبتهم للقتال في صفوفها مستغلةً فقرهم وظروفهم المعيشية الصعبة، بالإضافة إلى عجزها عن التصدي للهجمات المسيَّرة والبالستية التي أوصلتها صنعاء إلى العمق السعودي.

تبث وسائل إعلام التحالف- خصوصاً السعودية- مقاطع مرئية تروج أنها لمدربين من حزب الله اللبناني وخبراء عسكريين إيرانيين في صنعاء، وتسوّق المسألة وكأنها فضيحةٌ أو خرق للقوانين الإنسانية والدولية، بينما الحقيقة أنها مجهولة الهوية إذ لا تحمل ما يدل على المكان ولا الغرض، هذا من ناحية، ومن جهة أخرى وفي حال كانت تلك الصور حقيقية فلا علاقة للسعودية أو غيرها التدخل في مثل ذلك كونه شأناً داخلياً، ويحق للعاصمة اليمنية صنعاء أن تتحالف مع من تشاء كون اليمن دولةً ذات سيادة، خصوصاً بعد ما استطاعت صنعاء التخلص من الوصاية الخارجية، بعد عقود من إدارة السفارتين السعودية والأمريكية غالبية شئون البلاد، بالتواطؤ مع حكومات الأنظمة السابقة.

ويرى مراقبون، أن تسويق الإعلام السعودي لما اعتبرها أدلةً على تحويل قوات صنعاء مطارها الدولي إلى ثكنة عسكرية، ومثله ملعب الثورة الرياضي، ليس سوى محاولة بائسة لتبرير قتل الأطفال والنساء، فيما يرى آخرون أن الهدف من تلك الضجة هو صرف أنظار واهتمامات الرأي العام العربي عن إدخال الكيان الإسرائيلي، العدو الحقيقي للعرب والمسلمين كافة، إلى عقر دارهم بالتطبيع العلني معه، إلى عدو افتراضي مشكلته الوحيدة وعداوته ليست مع أحد منهم بل مع الكيان المحتل، إلا أن اتفاقيات التطبيع استوجبت على المطبعين خدمة الكيان بصرف الأنظار عنه إلى من يناصبه العداء علناً وهو إيران وحزب الله اللبناني.

الأمر نفسه يجري على السعودية، وإن لم تعلن تطبيعها رسمياً مع الكيان الإسرائيلي، فالعلاقات بينهما لا ينقصها سوى توقيع اتفاق معلن، خصوصاً وقد أصبحت بلاد الحرمين مزاراً آمناً ووجهة مرغوبة للإسرائيليين، الذين يتباهون بأن ما كان محرَّماً وممنوعاً عليهم أصبح في متناولهم، وقد كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، أن حاخاماً يهودياً يعمل منذ أشهر على التأسيس لتواجد يهودي معترف به في السعودية، وعرضت صوراً وتسجيلات مرئية للحاخام اليهودي المتشدد جاكوب يسرائيل هرتسوج، وهو يتجول في شوارع الرياض ويزور عدداً من المؤسسات، وينزل في أحد فنادق العاصمة السعودية علناً، وفي الفنق نفسه أشعل الحاخام الشموع ليحتفل بما يُطلق عليه "عيد حانوكا" اليهودي، بعدما رفعت سلطات بلاد الحرمين الحظر عن ممارسة الطقوس اليهودية على أراضيها المقدسة، وسمحت بأي نشاط تبشيري لأي ديانة غير الإسلام.
الصحيفة الإسرائيلية أشادت بجهود الحاخام "هرتسوج" في جعل الممارسات اليهودية أكثر سهولة، وإيجاد مساحة للحياة اليهودية المجتمعية في السعودية، التي تُعدّ واحدة من أكثر معاقل الاضطهاد الديني شهرة في العالم، حسب تعبيرها، مؤكدةً أن جهود الحاخام أكسبته استحساناً في أوساط الإسرائيليين، حيث كتب أحدهم مقالاً نسب إليه الفضل في ما وصفه بـ "جلب اليهودية إلى السعودية"، ويحدث كل ذلك في بلاد طالما ظل حكامها يتباهون بأنهم رعاة المقدسات والقائمون على مكة المكرمة والمدينة المنورة، محيطين أنفسهم بهالة من القداسة الدينية التي سرعان ما تكشَّف أنها عبارة عن خلفية لتغريب البلاد والإساءة إلى كل الأعراف والقيم الدينية والمجتمعية، ولتزايد السخط عليهم داخل المملكة وخارجها؛ يحاولون إشغال الناس بأعداء افتراضيين لمداراة تمكينهم العدو الحقيقي الإسرائيلي من تحقيق أهدافه في المنطقة عبرهم ومن خلالهم.