مع عجز أممي عن انتشال إخفاقاته.. هل يطوي التحالف كل أدواته من المشهد؟!

YNP_ حلمي الكمالي :

تتآكل قوى التحالف السعودي الإماراتي بشكل كبير ولافت في الآونة الأخيرة، تزامنا مع تصاعد الصراعات البينية بين فصائلها، واستمرار هزائمها وانكساراتها المتلاحقة في الميادين العسكرية والسياسية، وسط عجز أممي متواصل عن انتشال إخفاقاتها .. فهل شارف هذا التحالف على طي صفحته إلى الأبد هذه المره ؟!.

إذ تشهد غرف عمليات التحالف حالة غير مسبوقة من اللاستقرار والاضطراب، في ظل عجزها عن إدارة التناقضات البينية التي زرعتها في صفوف فصائلها على الأرض من جهة، وفشلها في التصدي لتداعيات الهزيمة في الملف اليمني، من جهة أخرى.

ولا يتوقف هذا الإضطراب عن كونه سبب رئيسي في حالة التخبط القائمة لدى قوى التحالف، والتي تتداعى شيئا فشيئا، وتقترب من مشارف السقوط الأخير، ليس على مستوى فصائلها المحلية، وإنما على مستوى أروقة قيادة التحالف، في ظل اتساع الخلافات بين قطبيها السعودي والإماراتي، عقب المستجدات الطارئة الأخيرة على الساحة اليمنية والإقليمية.

فالإمارات التي تم دفعها إلى التصعيد مجددا في اليمن، لدفع رصيد الهزيمة بالتشارك مع جارتها "الكبرى"، ومحاولاتها نقل المعركة إلى عقر دار السعودية؛ تعيش لحظات معقدة خلفتها الضربات اليمنية الموجعة، والتي تتهدد كيانها الإستراتيجي، وتحشرها في زاوية ضيقة من دائرة الحرب، التي باتت تكلفتها اليوم باهظة للغاية بعد تحويل صنعاء مسارات النفس الطويل إلى توازنات ردع قاصمة لمشاريع التحالف.

السعودية هي الأخرى، تعيش مخاوف حقيقية في ظل هرولة تداعيات فشل التحالف، بالجملة نحو عمقها الإستراتيجي، وسط ما تشهده من صراعات دموية فتاكة في الأسرة السعودية الحاكمة، مع إقتراب صعود ولي العهد إلى سدة الحكم، وعجزه عن إخراج الرياض من "المستنقع اليمني"، في حين تتضاعف الخسائر الإقتصادية والسياسية للمملكة على الصعيد الداخلي والإقليمي.

لا تستطيع قوى التحالف وجميع الدول المشاركة والداعمة لها في الحرب على اليمن، أن تهرب من تداعيات فشل هذا التحالف، لأسباب كثيرة أهمها، توسع نطاق الردع اليمني وتطور قدراتها الصاروخية، والتي باتت تهدد كل المنضويين والمتورطين في الحرب على اليمن، من الخليج إلى المحيط.

لذلك، فإن توجه الإمارات والسعودية للتخلص من أدواتها المحلية، كما نشاهد من محاولات لتقليص نفوذ فصائلها القديمة، بإزاحة هادي والإصلاح والمجلس الإنتقالي، من المشهد اليمني، ضمن مخطط إماراتي سعودي مشترك، لدفع كيانات جديدة، تتدارى خلفها من هزائمها للعام الثامن على التوالي، وتمرر عبرها مشاريعها الضيقة؛ لن تعفي الدولتين من دفع تكاليف الهزيمة في اليمن.

هذه المفارقات ليست فرضية وإنما حقيقة مؤكدة بحكم المعطيات الراهنة؛ فلن يجدي التستر خلف اليافطات الجديدة، في مغالطة الشعب اليمني، الذي بات يميز جيدا بين القوى المعتديه بكافة أشكالها، ومهما تعددت الأوجه؛ فإنه أصبح من الصعوبة إخفاء ملامح الجلاد الذي يستمر ويصعد من جرائمه وحصاره، وسط كل هذه التداعيات.

ولعل هذا ما يعبر عنه العجز الأممي المتواصل عن إيجاد مخرج آمن لقوى التحالف من اليمن، وسط استمرار تقدم قوات صنعاء في عموم الجبهات، وتصاعد حالة السخط الشعبية ضد التحالف و"الشرعية"، في وقت يؤكد الكثير أن مستقبل التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، يشارف على الزوال أكثر من أي وقت مضى.