صحوة اممية غير بريئة في اليمن - تقرير

خاص –  YNP ..

تكثف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية هذه الايام، حملتها لتسليط الضوء على الازمة الانسانية المتفاقمة في اليمن، مع ان هذه الازمة  قد يصل مداها  حتى  نهاية الشهر الجاري، عامها الثامن،  فما حيثيات  صحوة الضمير الأممي  المفاجئ في اليمن؟

الحملة الأممية التي تمتد لأسابيع، بدأت بإرسال بطلة الافلام الامريكية، انجلينا جولي، إلى عدن وصنعاء  لتتسع مداها خلال الساعات الماضية  ببيانات مشتركة لمنظمات اممية ابرزها  منظمة الاغذية والزراعة  والاغذية العالمي واليونيسيف ، وقبلها العديد من المنظمات المستفيدة من الازمة اليمنية الحالية وصولا إلى بيان الامين العام للأمم المتحدة الذي دعا المانحين لدعم اليمن.

وبغض  النظر عن البيانات والاحصائيات الغير واقعية والتي لم تنتج عن مسوحات ميدانية ، بل تقديرات  اعتباطية، حول عددا الجوعى  والعابرين إليه ، والتهويل  من تداعيات الوضع والكارثة،  ومحاولة استحضار كل ما يدمي القلوب الانسانية من هول الوضع ، مع أن  حقيقة الواقع اكبر بكثير مما يتم تداوله في تقارير عابرة،  لم  تكن هذه السيناريوهات   سواء  محطة اخرى لتلك المنظمات  للحصول على اموال جديدة من الدول المانحة التي اوقفت  تمويل نشاطات المنظمات في اليمن لأسباب عدة..

هذه التصعيد السنوي  الذي يأتي قبيل انطلاق مؤتمر جديد للمانحين تعده الأمم المتحدة ويتوقع  بدء فعاليته في السادس عشر من الشهر الجاري،  قد ينتهي بحلول ليلة السابع عشر من الشهر مع بدء تلك المنظمات  تقاسم ما يجود به المانحين وهو ليس باليسير نظرا  لحجم الاموال  التي استحوذت عليها هذه المنظمات  على مدى السنوات الماضية وتتجاوز الت11 مليار دولار ، وكان المبلغ كافي  لنهضة غير مسبوقة في البلد الذي اصبحت المنظمات الدولية جزء من المشكلة فيه   ..

واقعيا، ما تشهده اليمن  منذ العام 2015،  يشكل الاسواء في تاريخ البشرية، وهذا ليس بسبب  الحاجة، بل ناتجة عن الحصار المستمر والذي يشتد وطأة بفعل سياسيات المجتمع الدولي المزدوجة تجاه اليمن، واخرها  قرار  منع الاستيراد والذي اتخذت منه اطراف الحرب على اليمن مبررا لمنع دخول الوقود والغذاء  عبر موانئ الحديدة، اهم شريان  للبلاد، في حين تحاول تحجيم  دخول اية  مشتقات نفطية  او مواد غذائية ولو تهريب برا.

قد تجني المنظمات الدولية والأمم المتحدة  مليارات جديدة  خلال المؤتمر المرتقب،  والذي تحشد له بعناية فائقة،  وقد تعلن  مرحلة جديدة لاستجابة طارئة مع أنها سبق وأن قلصت  تدخلها الانساني إلى  ما دون الـ10 % ولم يتغير الحال في اليمن ولم يسقط البلد  في الهاوية، لكن هذا الدعم قد لا يحقق شيء لليمنيين ممن باتوا  ينظرون للمنظمات كمشروع اخر للفساد على حسابهم  وهم يرون انفاق تلك المنظمات لملايين الدولارات   كنفقات تشغيلية في حين تذر  القليل من الدقيق والزيت على نيران وضعهم  القاسي..

لو كانت الأمم المتحدة جادة في انهاء المعانة التي تستثمرها بعناية فائقة،  كانت بدلا من تكريس كل الجهد والمال لتسويق الازمة الانسانية إلى اختصارها بالدعوة  لأنهاء الحصار ورفع قيود السفر والحركة التجارية التي تخضع اصلا لتفتيش دقيق من قبل  لجانها في جيبوتي ومناطق اخرى في اليمن،  لكنها لا ترى في الازمة سوى مورد اخرى   لتقتات على ما يجود به المانحين لصالح الفقراء والمعوزين في اليمن.