الدعوة الخليجية إلى المشاورات.. نسخة جديدة من "مؤتمر الرياض"

YNP -  عبدالله محيي الدين :

يلجأ التحالف وعلى رأسه المملكة العربية السعودية في أعقاب كل فشل عسكري له في اليمن إلى تحريك ملف المفاوضات، كورقة يمكنه من خلالها تحقيق مكاسب لم يتمكن من تحقيقها عسكريا، وقد بدا ذلك واضحا في الدعوة التي وجهها مجلس التعاون الخليجي للأطراف اليمنية لحضور ما أسماه مشاورات لحل الزمة اليمنية، والتي قال إنها ستعقد أواخر الشهر الجاري في المقر الدائم للمجلس في العاصمة السعودية الرياض.

وأثارت دعوة مجلس التعاون الخليجي جدلا واسعا بين المحللين السياسيين، الذين اعتبروها محاولة من السعودية وحلفائها لصياغة مبادرة خليجية جديدة، تحفظ للسعودية سيطرتها على القرار اليمني وتضمن من خلالها تبعية جميع الأطراف المشاركة في هذه المشاورات.

وفيما رحبت حكومة هادي وعدد من الطراف الموالية للتحالف بهذه الدعوة، مبدية استعدادها لحضور المشاورات التي يرى المحللون السياسيون أنها لن تعدو كونها نسخة جديدة من مؤتمر الرياض، الذي عقدته السعودية في 17 مايو 2015، بعد قرابة شهرين من انطلاق العمليات العسكرية التي تقودها في اليمن، في 26 مارس 2015، والذي عملت من خلاله على جمع زعامات حزبية وقيادات الأطراف اليمنية الموالية لها، بالإضافة إلى شخصيات سياسية مناوئة لصنعاء، وذلك بهدف تكريس الصورة التي تسوقها أمام الرأي العام والعالمي حول عملياتها العسكرية في اليمن، وأن هذه العمليات تحظى بتأييد محلي ومطالبات محلية باستمرارها.

موقف صنعاء كان واضحا من دعوة مجلس التعاون الخليجي للمشاورات التي ينوي إطلاقها، حيث أكدت ترحيبها بأي مفاوضات من شأنها أن تنهي معاناة الشعب اليمني ووقف العدوان عليه رفع الحصار عنه، إلا أنه من غير المنطقي عقد مفاوضات مع الطرف المعتدي ممثلا بالسعودية في عاصمته، شريطة أن يسبق انطلاق هذه المفاوضات معالجة الملف الإنساني، ورفع الحصار عن ميناء الحديدة ومطار صنعاء الدولي، وغيرها من الإجراءات التي من شأنها أن تنهي معاناة اليمنيين على المستوى المعيشي، وهو الموقف الذي أكده رئيس المجلس السياسي بصنعاء، مهدي المشاط، خلال كلمة له أمام الحكومة، حيث أكد أن هذه المشاورات أو ما يسمى بمشاورات الرياض عنوانها سلام وباطنها عدوان أكثر وحصار أشد، مشيرا إلى أن التحالف والأطراف الموالية له يسعون في هذا المؤتمر أو ما يسمى بالمشاورات للملمة وتوحيد جبهاتهم ضد صنعاء

المشاط تساءل:  لماذا يدعون لمشاورات سلام ويمارسون القتل الجماعي لأبناء شعبنا؟، مضيفا أي غباء وأي استحمار يمارسونه على شعبنا حين يحاصرونه من ناحية ويدعونه للسلام من ناحية أخرى؟، وما هو السلام إذا لم يكن الجانب الانساني على مقدماته وفي السطور الأولى من أول اهتماماته؟

ويشير مراقبون إلى أن السعودية، في حديثها عن السلام في اليمن، فهي تتحدث عن السلام الذي يضمن مصالحها وتدخلها في اليمن، ناهيك عن الأجندة الدولية التي تعمل على تنفيذه، والتي بدأت ملامحها تتضح أكثر مع وصول قوات أجنبية أمريكية وبريطانية إلى المحافظات الجنوبية، وعلى رأسها عدن وحضرموت والمهرة.