العرادة والزبيدي .. نوعية الأدوات المفضلة للتحالف في اليمن

YNP - إبراهيم القانص -

للتحالف نوعية مفضلة من الأدوات والأتباع، يفضلهم على غيرهم، ويمنحهم الألقاب والمناصب ويغدق عليهم الأموال، ثقةً في ولائهم المطلق، والتزامهم حرفياً بكل توجيهاته وأوامره،

حيث يبني اختيارهم على أساس ثقته المطلقة في أنهم أحرص على رعاية مصالحه وتحقيقها، ويضمن تماماً أن بلادهم هي آخر شيء قد يفكرون فيه، وربما لديه ضمانات أكيدة أنهم لن يفكروا فيها نهائياً، فهو لا يختارهم إلا بعد أن يتأكد من أن قيم الولاء للوطن وصون سيادته واستقلاله وحماية ثرواته وكرامة أبنائه لا وجود لها في ضمائرهم ولا تعني بالنسبة لهم شيئاً، وإلا كيف تمكن من السيطرة على كل تلك المواقع الاستراتيجية والثروات السيادية اليمنية، ولا تزال تلك الأدوات نفسها هي الضامنة لاستمرارية سيطرة التحالف على البلاد- جنوباً وشرقاً- كما لو كانت ملكاً للسعودية والإمارات. يمثل عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الوليد غير الشرعي للإمارات التي أنشأته وتتولى تمويله وتوجيهه، أحد تلك النماذج والنوعيات المفضلة لدى التحالف، ولذلك تم تعيينه عضواً في المجلس الرئاسي الذي نتج عن تمثيلية مشاورات الرياض، والزبيدي تحديداً ليس ممن يخلصون الولاء للتحالف والقيام على مصالحه في مناطق تواجده وتحقيق تلك المصالح على الأرض فقط، بل يتميز عن غيره من الأدوات بأنه يحرص على التعبير عن ولائه حتى من خلال مظهره الخارجي، فكل ما سنحت له الفرصة يفعل ذلك كأدنى نموذج وأرخص نوعية للتبعية، فقد ظهر خلال السنوات الماضية مع نائبه هاني بن بريك، المتواري قسراً عن الأنظار، في معرض للأسلحة داخل الإمارات بالزي الإماراتي كاملاً، مجللَين بالتفاهة التي عبر عنها الكثيرون على مواقع التواصل بالسخرية والاستهجان بل والاستنقاص، وفي مواقف أخرى ظهر الزبيدي متوشحاً العلم الإماراتي، وفي غيرها لم يتردد عن التوشح بصور حكام الإمارات. وكما لو كان الزبيدي يوسع من دائرة ولائه وتبعيته لدول الخليج ويحرص على إرضائها جميعاً؛ فقد ظهر أخيراً خلال مشاورات الرياض، في الأيام القليلة الماضية، مرتدياً ثوباً إماراتياً وشالاً عمانياً وإلى جانبه العلم السعودي، كان ذلك عقب تعيينه عضواً في مجلس الرياض الرئاسي، الأمر الذي أثار موجة سخرية واستهزاء على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه ناشطوها بأنه النوعية التي يبحث عنها التحالف للقيام على مشروعه التوسعي في اليمن، وقيادة عملية تنفيذ الخطط التي تحقق مصالحه كاملة، وهناك أيضاً بُعدٌ آخر في اختيار التحالف لأتباعه وأدواته المخلصة مثل الزبيدي وغيره؛ يتمثل في أنه حين يملُّ منهم أو يجد من يكون أكثر إخلاصاً له وأكثر تفريطاً في البلاد وأشد ابتعاداً عنها، يتم الاستغناء عنهم بشكل مهين، ويرميهم التحالف كنفايات لا حاجة إليها، وفي الوقت نفسه لا يكون لإبعادهم أي تأثير على مصالحه أو خططه، فالأدوات الجديدة تتولى ذلك بوتيرة أعلى، واللافت للنظر أن أحداً منهم لا يعتبر أو يتعظ بمصير من سبقه والذل الذي كوفئ به، وكأن التحالف يديرهم بمعايير ثقافة القطيع، حيث كان من المفترض أن يكون المصير المخزي الذي لحق بهادي وعلي محسن الأحمر كفيلاً بأن يدرك البقية أنهم يساقون إلى المصير نفسه. النوعية الأخرى التي يفضل التحالف اختيارها، يمثلها سلطان العرادة، القيادي الإصلاحي الذي يشغل منصب محافظ مارب، آخر أوراق حزب الإصلاح، الذي أطيح به نهائياً من المشهد في مشاورات الرياض، فالعرادة وصل إلى درجة كبيرة من الإخلاص للتحالف، إلى حد أنه ظهر في تسجيل مرئي بعد مدة قليلة من بدء العمليات العسكرية على اليمن، وهو يكيل المديح لحاكم الإمارات محمد بن زايد، ويحتفي برفع العلم الإماراتي فوق سد مارب، ولم يكتفِ العرادة حينها بكيل المديح وعبارات الثناء بل سلب سد مارب التاريخي هويته اليمنية مهدياً إياها للإماراتيين بتغييره الإسم التاريخي للسد مطلقاً عليه "سد زايد"، الأمر الذي صنفه مراقبون بالمستوى الأكثر انحطاطاً في التبعية للخارج على حساب الهوية والسيادة اليمنية. مسألة اختيار التحالف أدواته في اليمن، حسب مراقبين، هي مستويات ونوعيات مختلفة خاضعة لمعايير الولاء له، والتفريط في البلاد لأجل مصالحه، لكن الثابت أن مصير المفضلين وغير المفضلين والمستغنى عنهم والمرشحين للقيام بأدوارهم، هو المصير نفسه ولا يمكن أن يمنحهم التحالف مصيراً غير الإذلال، ويبدو أنهم يعرفون ذلك تماماً لكنهم يساقون وفق أسلوب القطيع.