السعودية التي اطاحت بالسلطة الموالية لها في اليمن والتي ظلت تسوقها كـ"شرعية" عبر تشكيل ما يسمى بـ"مجلس رئاسي" ترتب الأن لنقل مقر اقامة اعضاء المجلس الجديد من الرياض إلى القاهرة بالتوازي مع منح مصر دور اكبر في ادارة الملف اليمني، كما تراجعت عن التفرد بإدارة الملف اليمني وقد منحت واشنطن ايضا دور اكبر برز من خلال النشاطات والاتفاقيات الأخيرة بشان اليمن، وفوق هذا كله سربت معلومات توا عبر وكالة رويترز تتحدث فيها عن وصول مفاوضاتها مع من تصفهم بـ"الحوثيين" إلى مستويات رفيعة مع بحثها اتفاق طويل الأمد بشان امن الحدود والهجمات الجوية..
هذه التحركات تأتي قبيل الزيارة الاولى للرئيس الامريكي والتي حددتها الرياض منتصف يوليو المقبل بمشاركة العراق ومصر والاردن واسرائيل ، ويتوقع أن يعلن الرئيس جو بايدن من السعودية عن خطوات عدة ابرزها تشكيل حلف عربي لطالما كان حلم امريكا في مواجهة ايران وكذا انهاء الحرب على اليمن وهي خطوة قد لا تحمل في مضمونها ما قد يسوقه الامريكيين من سلام بل لحفظ ماء وجه بايدن الذي تعهد في برنامجه الانتخابي بإنهاء الحرب التي تشارك فيها بلاده..
فعليا، التحركات السعودية واخرها وضع قوائم متتالية على لائحة ما تصفها بالإرهاب والتي تضم شخصيات وشركات ومصارف يمنية بحجم دعم "الحوثيين" ووقفها الطلعات الجوية نهائيا تشير إلى أن السعودية التي تسوق نفسها كمحايد لا تخطط مجددا للعودة إلى ساحة المعركة وقد تجرعت وبالها لسنوات، لكن هذا لا يعني انتهاء الحرب وأن حاولت الرياض الدفع بهذا الاتجاه في إطار تصحيح صورتها كراعي للسلام، فالمعطيات تشير إلى أن الحرب على اليمن قد تستمر مستقبلا لكن بإدارة جديدة في ظل التحرك المصري على الرغم من التمويل الخليجي.
