الفتاوى الملكية التي أجازت قتل اليمنيين تَعُدُّ الإحسان لليهود تقرباً إلى الله 

 عرب جورنال /  إبراهيم القانص :

يفرض ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، واقعاً جديداً على المجتمع السعودي، مغايراً تماماً لمنظومة العادات والأعراف التي ترتبط بانتمائه الديني والعروبي، ويغلب على هذا الواقع طابع التطرف، قياساً بما أُقحم فيه المجتمع السعودي خلال العقود الماضية من التشدد الديني الذي فرضه الفكر الوهابي،

وبما يقوده الآن ولي العهد من أدلجة للمجتمع تُبنى على أسس لا دينية، حيث تقطع التغييرات الجديدة وفق خطط بن سلمان صلات السعوديين بالدين والعادات والأعراف الناظمة لحياتهم المتسقة مع تركيبة المجتمع المتمثلة في ثلاث فئات، هي: البدو والقبائل والحضر، ويؤكد مراقبون أن سياسات ولي العهد تسعى لتغيير هوية تلك الفئات بإدخال ثقافة ذات طابع غربي لا تحكمها أي قيم دينية أو مجتمعية.

 

السياسات الماسخة لهوية المجتمع السعودي المحافظ، التي تتضمنها خطط بن سلمان، تأتي تحت غطاء التطوير والحداثة، لكن بمفهوم غربي، وفي وقت يعبر الكثير من السعوديين عن سخطهم من فرض ذلك الواقع عليهم، يحاول البعض مجبراً أن ينخرط ويتأقلم مع هذا الواقع، لكن الحيرة الشديدة تحول دون تقبلهم بسهولة، فيسعون للبحث عن مبررات ربما تحفزهم لتقبل ما أصبحوا مجبرين عليه، خصوصاً في ما يخص الانفتاح على التقارب مع اليهود وفتح أبواب المملكة أمامهم، وهامش حرية السفر والتنقل في مدنها، حتى مناطقها المقدسة، تحت غطاء ما يسمى بـ "التسامح الديني"، وقد لجأ مواطنون إلى الاستفتاء الديني، عن كيفية التعامل مع اليهود، بعد أن أصبح وجودهم أمراً واقعاً داخل المجتمع السعودي.

 

وعبر إذاعة محلية سعودية في برنامج "فتاوى"، ينصح رجال الدين السعوديون التابعون للديوان الملكي، مواطنيهم المتسائلين عن كيفية التعامل مع اليهود داخل المملكة، بوجوب الإحسان إليهم، ولا تقف الفتاوى الدينية عند ذلك الحد، بل تتجاوز كل الخطوط وكل المحظورات، فقد أفتى عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي السعودي، الشيخ سعد بن ناصر الشثري، بأن الإحسان إلى اليهود الذين يزورون المملكة، أحد طرق التقرب إلى الله، محذراً السعوديين مما وصفه بـ "الانخداع بالدعايات والشائعات المغرضة" ضد الإسرائيليين، وكل ذلك يأتي في إطار تمرير تهيئة المجتمع السعودي للقبول باليهود داخل مجتمعاتهم، ضمن التوجهات الجديدة لولي العهد، والتي سمحت لليهود بالتجول حتى في الأماكن المقدسة المحرمة على غير المسلمين.

 

الفتاوى الدينية، طريقة خطيرة يمرر بها ولي العهد السعودي الكثير من تجاوزاته وإساءاته وجرائمه، ومنها الحرب التي يشنها على اليمن منذ أكثر من سبع سنوات، حيث أطل الكثير من رجال الدين على شاشات الفضائيات مطلقين فتاواهم بجواز قتل اليمنيين، محفزين الطيارين الحربيين وناصحين لهم بتحري القصف في الأوقات التي وصفوها بالمباركة، حيث حددها إمام الحرم المكي حينها، السديس، بالثلث الأخير من الليل وأوقات الصلاة، ورغم أن بن سلمان زج بالكثير منهم في سجونه ومعتقلاته السرية، إلا أنه لا يزال يحتفظ بطابور طويل منهم في بلاطه الملكي، لتمرير ما يقترفه من المخازي والجرائم بفتاوى دينية يستغفل بها الملايين من مواطنيه.

 

ليس مستغرباً أن يستخدم ولي عهد الرياض رجال الدين ويدفع بهم ليصدروا فتاواهم المضللة للناس إرضاءً له ولنزواته، حيناً بجواز القتل وحيناً بالظلم والبطش، وصولاً إلى فتح أبواب المقدسات الدينية الإسلامية أمام اليهود، رغم تحريمها عليهم شرعاً، واعتبار ذلك من أنواع التقرب إلى الله، فقد أصبحت تحركات وسياسات بن سلمان واضحة بميلها إلى الإسرائيليين وتحقيق كل أهدافهم وتأمين مصالحهم في المنطقة.

ومثل من يتوج مرحلة خدماته الجليلة لليهود، اعترف محمد بن سلمان- في حالة من الفخر والامتنان- بأن المرأة التي تكفلت بتربيته كانت يهودية إثيوبية، جاء ذلك في تفاصيل نشرها صحافي أمريكي للقاء جمعه مع بن سلمان وبن زايد، في صحيفة جيروزاليم بوست العبرية التي يعمل فيها، حيث قال الصحافي الأمريكي أن ولي عهد السعودية وحاكم الإمارات "يناصران إسرائيل أكثر من اليهود أنفسهم".