ما وراء تلويح الامارات بفتح سفارة في عدن ؟ تقرير

خاص – YNP ..

بعد ايام على ايفاد  قائد العمليات بقواتها  صالح العامري  إلى الرياض   في محاولة لإقناع السعودية بحسم ملف المهرة وحضرموت ، اخر المحافظات شرق اليمن والتي كانت جزء من ما كان يعرف بجمهورية اليمن الديمقراطية قبل الوحدة اليمنية،  لوحت الامارات  بخطوات جديدة لشرعنة سيطرة الانتقالي على الجنوب، فهل تحاول  الضغط على الرياض لتمرير اجندتها أم   ترتب لمرحلة خروج ما تبقى من فصائل شمالية هناك؟

وفقا لعبدالخالق عبدالله، مستشار محمد بن زايد، رئيس الدولة الاماراتية ، فإن فتح قنصلية اماراتية في عدن   سيدعم المجلس الانتقالي  وشرعنة حضوره  استعدادا لمرحلة ما بعد الحرب  ناهيك عن تشجيع دول اخرى  للاعتراف بالأمر الواقع هناك، ناهيك عن دعم واستقرار الجنوب..

هذه التغريدة  جاءت بموازاة حملة اماراتية  مماثلة بنشر رقم 969 وهو الرمز  الدولي لدولة الحزب الاشتراكي في عدن سابق ، وابرزهم امجد طه ، وجميعها مؤشرات على وجود توجه رسمي  للتصعيد في ملف جنوب اليمن خلال الفترة المقبلة، لكن يبقى السؤول  حول  الهدف ودور السعودية؟

فعليا تعمل الامارات  على اكثر من صعيد لتثبيت سلطة الانتقالي جنوبا، فعلى المسار الدبلوماسي  تخوض معارك في اروقة مجلس الامن  لتعزيز دوره في المشهد اليمني ، أما على الصعيد العسكري  فقد برز دور الامارات التي اعلنت تدريب وتأهيل اكثر من 90 الف مقاتل في فصائل المجلس  في المعارك الاخيرة بإسناد جوي لفصائله في شبوة وابين، لكنها تواجه الان عقبة  تتمثل بردة فعل الاقليم تجاه تحركاتها خصوصا في وادي وصحراء حضرموت المحاذية للسعودية  والمهرة المحاذية لسلطنة عمان.

السعودية التي القت بكل ثقلها لمنع تقدم فصائل الانتقالي الموالية للإمارات  باتجاه الهضبة النفطية في حضرموت  سواء عبر التهديد بالقصف أو  باتخاذ خطوات على الارض لتلبية مطالب الانتقالي دون توغل قواته سواء بالتغيرات المرتقبة  لقيادة المنطقة العسكرية الاولى ونشر فصائل جديدة اختارتها بعناية   لحماية المنشات النفطية ، تصر على منع أي تواجد للانتقالي  في حضرموت التي تريدها حكرا عليها وقد دفعت بنشر قوات امريكية على سواحل المحافظة تحسبا لأية ردة فعل  اماراتي..   ومثلها سلطنة عمان التي تتوجس حاليا من التحركات الاماراتية التي  لا تتأخر   في استغلال  اية فرصة لاستهداف السلطنة وابرزها اغلاق الشركة اليمنية – العمانية في عدن وتخريب اجهزة البث.

قد تحاول الامارات الدفع نحو مسارات اخرى غير عسكرية لإسقاط تلك المناطق  كبناء تحالفات بين الانتقالي وقوى اجتماعية وسياسية هناك ، لكن المؤكد  ان فرصها في الوقت الحالي ضئيلة بفعل النفوذ الاقليمي الكبير هناك ..

قد يبدو التلويح الاماراتي بشرعنة سلطة الامر الواقع في عدن في ظاهرها  دعم للانتقالي، لكنها فعليا ليست  اكثر من ورقة مناورة  في وجه السعودية  مع تصاعد الخلافات بينهما مجددا على اكثر من جبهة  ابرزها شرق اليمن وصولا إلى قرار السعودية خفض انتاج النفط  داخل اوبك وسط ممانعة اماراتية،  لكن هذا لا يعني بأن أي  تحرك في المناطق الشرقية لليمن سيكون اماراتيا بحتا فلدى السعودية ايضا مصالح متقاطعة تتمثل برغبتها الجامحة  بتفكيك المنظومة الاجتماعية والقبلية والسياسية في المهرة والتي تربطها صلة قرابة مع العمانيين  وبما يسهل  تمرير اجندتها المتعلقة  بتحويل المحافظة المطلة على بحر العرب وخليج عدن إلى خط لتصدير النفط بدلا عن مضيق هرمز.