تفجير المساجد والأضرحة وترميم مقابر اليهود.. تناقض يكشف نوايا التحالف في اليمن

YNP /  إبراهيم القانص :

يموّل النظام السعودي وحليفه الإماراتي عمليات تفجير المساجد التاريخية اليمنية، والقباب والأضرحة التي تضم رجال دين وعلم وأدب يمثلون رمزية دينية كبيرة لدى المجتمع اليمني، وتتم تلك العمليات وفق خطط مدروسة وممنهجة تحت مسميات تضليلية،

وعادةً توكل المهمة إلى عناصر التنظيمات المتطرفة مثل داعش والقاعدة، على اعتبار أن الأضرحة والقباب تُعدّ نوعاً من الشركيات، حسب الفكر الوهابي المتشدد، إلا أن المسألة لا تخرج عن إطار الاستهداف الممنهج لليمن أرضاً وتاريخاً وحضارة، وقد شاركت طائرات التحالف في قصف عدد كبير من المساجد التاريخية والمعالم الأثرية في مختلف المناطق، خلال سنوات الحرب السبع.

 

في المقابل، تتبنى السلطات السعودية والإماراتية مشاريع متناقضة تماماً مع حملاتها على الآثار الدينية اليمنية، وتحت غطاء التسامح الديني، حيث تقام على أراضيها المعابد وأماكن العبادة للجاليات اليهودية التي تتوافد بأعداد كبيرة على البلدين الخليجيين، خصوصاً بعد توقيع اتفاقيات التطبيع الشامل- بشكل معلن إماراتياً وفي السر سعودياً- الأمر الذي يتكشَّف عن سقوط أخلاقي وانحراف ديني غير مسبوق، يقوده حكام الدولتين، في أكبر استفزاز لمشاعر العرب والمسلمين، حيث يحظى اليهود باعتبارهم العدو التاريخي والأزلي، بكل الامتيازات ويتم تمكينهم من كل ما يحتاجه وجودهم في المنطقة، وكل ما يحقق أحلامهم في السيطرة على الشرق الأوسط بأكمله.

 

وحسب وسائل إعلام يهودية، فإن السعودية تتبنى دعم أكبر مشروع لزيادة أعداد الجالية اليهودية في المملكة، وهو المشروع الذي يقوده الحاخام الإسرائيلي يعقوب هرتسوغ، والمتمثل في تأسيس ما أطلق عليه "منزل حاباد"، وذكرت وسائل الإعلام العبرية أن الحاخام هرتسوغ يقف وراء تأسيس المنزل الديني في إطار سعيه إلى الاستجابة للاحتياجات الدينية لليهود الذين يأتون إلى السعودية، والذي يعمل عليه منذ عام، مقسماً وقته بين الرياض وتل أبيب، والذي أكد أنه بصدد الانتقال مع أسرته كاملة للعيش في الرياض، بهدف الاستجابة لجميع الاحتياجات اليهودية، وبالطبع، وليكونوا حسب تعبيره "نوراً للأمم".

 

وفي وقت تمول السعودية والإمارات عمليات تفجير المساجد والقباب والأضرحة اليمنية التاريخية، تقفان وراء مبادرات ترميم مقابر يهودية في مدينة عدن اليمنية، مكلفتين بتلك المهمة إحدى أبرز أدواتهما في الجنوب اليمني، رئيس ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي، تحت غطاء تضليلي يحمل عنوان تعزيز التعايش بين الأديان والأعراق، الأمر الذي يُعدُّه مراقبون تناقضاً تكشفه الممارسات على الواقع، فما بين تلك الشعارات وبين ما تقترفه سلطات الدولتين الخليجيتين وأدواتهما من جرائم قتل ناتجة عن تغذية صراعات داخلية تسفك دماء اليمنيين، على أسس مناطقية ومذهبية، يمثل الحقيقة الواضحة لسياسة الرياض وأبوظبي التدميرية، البعيدة كل البعد عن كل القيم والمبادئ العربية والإنسانية، وليس أدل على ذلك من الاهتمام المبالغ فيه بترميم مقبرة يهودية، في بلد يُقصف أبناؤه حتى في مقابرهم، وتُدمَّر آثاره ومقدراته، وكل ذلك يدار من غرفة عمليات واحدة، بالشخوص نفسهم وبالأموال نفسها.