تحريك ورقة التنظيمات الإرهابية جنوبا.. من يقف وراءه ولماذا ؟

YNP / خاص :
فصل جديد من فصول الصراع في المحافظات اليمنية الجنوبية دشنته العملية الإرهابية التي طالت نقطة أمنية للقوات التابعة للمجلس الانتقالي الموالي للإمارات في محافظة أبين منتصف الأسبوع الماضي، وراح ضحيتها 21 من هذه القوات، عنوانه استمرار الفوضى وديمومة الصراع في هذه المحافظات،

حتى وإن خضعت لسيطرة الفصيل الأكثر ولاء للخارج، ما يعني أن المخطط الذي يدار من قبل الخارج وينفذ بأياد محلية، يوجب أن لا تستقر أي منطقة من البلاد، وفقا لما تقتضيه مصالح الاطراف الإقليمية والدولية الضالعة في الأزمة اليمنية منذ اندلاعها.

ورغم أن هذه العملية لم تكن الأولى من نوعها، كما لن تكون الأخيرة، فإن لها الكثير من الدلالات، نظرا للتوقيت الذي تمت فيه، والمسرح الذي نفذت عليه، حيث جاءت بعد تمكن الانتفالي من بسط سبطرته الكاملة على محافظتي أبين وشبوة، اللتين ظلتا محل نزاع بينه وبين حزب الإصلاح، منذ العام 2019، ليتمكن الانتقالي مدعوما من قبل التحالف وبمساندة الطيران الإماراتي، منتصف الشهر الماضي من دحر قوات الإصلاح من هاتين المحافظتين، بعد مواجهات عنيفة بينهما امتدت ﻷيام، وهذا التوقيت يحمل دلالة، مفادها كبح جماح الانتقالي والتخفيف من نشوة النصر المصطنع الذي حققه، وفتح عينيه على حقيقة أن السيطرة الكاملة التي يمني نفسه بها ربما تكون محفوفة بالكثير من المخاطر، التي قد يكون من بينها استهدافه في أي من معاقله، وتلك هي أيضا الرسالة التي يشير إليها المكان الذي شهد تلك العملية، ممثلا بمحافظة أبين، والتي يفترض أن يكون الانتقالي قد تمكن من تامينها، ولا سيما بعد أسابيع من السيطرة عليها.

وعلاوة على كشف المأزق الذي سيجد الانتقالي نفسه فيه، مواجها ورقة الإرهاب التي تشير المعطيات إلى توافق بين التحالف وحزب الإصلاح على تحريكها بهذا التوقيت، وما قد يلحق هذه العملية من عمليات موجعة للانتقالي، فإن هكذا عمليات من شأنها أن تقوض أي أهداف أو مشاربع يسعى لتحقيقها، كالسيطرة على النفط ومحاولة إبرام عقود جديدة مع الشركات النفطية، كما أن شبح الإرهاب سيكون الضامن لتعزيز حالة الفوضى السائدة في مناطق سيطرة الانتقالي، وهو ما سيشكل إحباطا كبيرا له على كافة المستويات.

ومنذ اكثر من سبع سنوات، لا تزال الأحداث على الأرض في المحافظات اليمنية الجنوبية تشير إلى حالة مزمنة من عدم الاستقرار المخططة لهذه المحافظات منذ سنوات، في إطار المخطط العام لتعميم الاضطراب على كافة الخارطة اليمنية، وخلق واقع غير مستقر، قد يمتد لسنوات طويلة، بحكم المصالح الدولية والإقليمية من وراء هذا المخطط الذي لن يكف القائمون عليه عن خلق الصراعات تلو الصراعات، حتى بين الاطراف والمكونات التي تدين بالولاء المطلق لهم، كما هو الحال بالنسبة للفصائل الموالية للتحالف، التي نرى منذ سنوات تصاعد حدة الصراع بينها، ودعم التحالف لهذا الصراع بشكل مباشر أو غير مباشر.