سبب اخر يدفع السعودية لقبول الهدنة في اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

مع اقتراب  الهدنة في اليمن من اسبوعها الأخير، تتسارع التحركات الدولية لتمديدها،  ويبدو المشهد بان  الوضع يتجه نحو فترة  اخماد  جديد لنيران الحرب المشتعلة منذ 8 سنوات،  لكن الملفت في الأمر الموقف السعودي الجديد  الذي ورد على لسان  وزير الخارجية  السعودي فيصل بن فرحان، فما امكانية السعودية في المناورة؟

جميع الاطراف الدولية والاقليمية  اصبحت الأن اكثر قناعة بضرورة  انهاء الحرب على اليمن التي قادتها السعودية  في العام 2015 وبمشاركة نحو 17 دولة  ومرتزقة من مختلف الجنسيات.. الأمر لم يعد متعلق بالرغبة الامريكية والغربية لاخماد جبهات القتال في الشرق الاوسط بل  بتداعيات عودة  الحرب في اليمن إلى صدارة المشهد، خصوصا بعد العروض العسكرية الغير مسبوقة لقوات صنعاء والتي اظهرت بعد قرابة عقد من الحرب والحصار احتفاظ صنعاء بقوات متطورة  مع  تحديث ترسانتها من مختلف الاسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وصولا إلى الصواريخ البالستية  والطيران المسير.

يدرك العالم و تحديد الولايات المتحدة  والغرب مدى تأثير  هذه العوامل على اية معركة مرتقبة، وحتى الاطراف الاقليمية لا تخفي مخاوفها من تداعيات ذلك،    وقد سارعت لالتقاط اية اشارت سلام من صنعاء للتحرك  في نطاقها بغية الخلاص من المستنقع ، وحتى التلويح السعودي بشأن   عدم تجديد الهدنة لم يكن ناتج عن  قوة عسكرية او معطيات على الارض تمنح السعودية ورقة للمناورة  بل لم يتجاوز حدود الشكوى من ما وصفها فيصل بن فرحان بكثرة مطالب من وصفهم بـ"الحوثيين" وهو بذلك يحاول دفع صنعاء لتقديم تنازلات  جديدة.

كانت السعودية تراهن على  سلطته الجديدة في الجنوب والمعروفة بـ"المجلس الرئاسي"  وهذه ربما كانت الورقة الوحيدة التي تراهن عليها الرياض  للمناورة فقط ، لكن وقد  كشف رئيس هذه السلطة رشاد العليمي كواليس الصراع  داخلها وحجم المأساة، تبقى السعودية على عتبة واحدة من العودة طواعية او كرها لوقف الحرب على اليمن وليس للهدنة فقط، ففي نهاية المطاف  تعكس الصراعات داخل الرئاسي فشل اخر للسعودية في اليمن  لا تقل عن  فشلها في الحرب وادارة المعركة سياسيا وعسكريا وحتى اقتصاديا.