مؤسسة خليفة تتلف النخيل في سقطرى بمواد مجهولة وتجبر المالكين على بيع مزارعهم

YNP /  إبراهيم القانص - 

ما لا تستطيع الإمارات نقله من نوادر التنوع البيئي الفريد في جزيرة سقطرى اليمنية، التي تحكم سيطرتها عليها وتجعلها خارج السيادة اليمنية، لا تدعه على حاله أبداً وإنما تتلفه وتدمره بعدد من الطرق والأساليب التي توحي بحقد تراكمي كما لو كان لديها ثأر مع اليمنيين، ومع انتفاء وجود أي ثأر لا يعني هذا الحقد سوى عقدة النقص القديمة التي يكنها الطارئ ضد الأصيل المتجذر.

 

تنهب الإمارات كل ما كان فريداً ونادراً في جزيرة سقطرى الغنية بتنوعها البيئي الفريد، فمن السلاحف النادرة إلى الطيور والعناكب وجميع الكائنات البرية والبحرية؛ لم تترك كائناً إلا ونقلت أعداداً منع إلى أراضيها، وبين حين وآخر يفاجأ اليمنيون بظهور حيوانات نادرة أو طيور أو أي كائنات موطنها الأصلي اليمن، وتحديداً سقطرى، في معارض إماراتية أو مزادات علنية على المواقع الإلكترونية المتخصصة، منها عناكب الغابون النادرة التي يقبل على شرائها السباب في مجتمعات الدول الغربية.

 

وكان آخر ما تم نقله من سقطرى هو "سوعيدو" الصقر السقطري الشهير والنادر، الذي ظهر في أحد المعارض الثقافية الإماراتية خلال الأيام الماضية، وهو الصقر الذي تُعدُّ جزيرة سقطرى اليمنية المسيطر عليها إماراتياً منذ 2018، الموطن الأصلي لذلك النوع من الصقور المنقرضة في العالم، وأظهرت الصور التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل أن الصقر "سوعيدو" السقطري، بدا هزيلاً ووحيداً ومقيداً بالسلاسل، وكأنه يرفض خروجه من موطنه الأصلي، إلا أن الإمارات تحاول بالقوة توطين نوادر الطيور والحيوانات التي تسرقها من سقطرى، في أراضيها التي لا تحتوي أي تنوع كونها صحراء قاحلة، وكل ما فيها من مظاهر المساحات الخضراء هو اصطناعي تدركه الطيور بفطرتها.. وذكر الناشطون أن الصقر السقطري ظهر في الإمارات عقب مغادرة المحافظ الذي عينته أبوظبي على الجزيرة، رأفت الثقيلي، بأيام قليلة، في إشارة إلى اتهام ضمني للثقيلي بأنه هو من أشرف مباشرةً على نقل "سوعيدو" من موطنه الأصلي، ضمن قائمة النهب المنظمة التي تنفذها الإمارات في سقطرى اليمنية.

 

في السياق، أحرقت أدوات الإمارات المحلية مساحات شاسعة من أشجار النخيل في جزيرة سقطرى، وذكرت مصادر محلية أن حريقاً مفتعلاً نشب في مزارع النخيل على الساحل الشرقي للأرخبيل، والتهم الآلاف من أشجار النخيل، مشيرةً إلى أن عمليات رش متكررة بمواد كيمائية مجهولة سبقت الحريق، ونفذتها طائرات تابعة لمؤسسة خليفة الإماراتية على مزارع النخيل في مناطق متفرقة من الجزيرة، بحُجة القضاء على الآفات الزراعية، ما أدى إلى موت آلاف الأشجار، الأمر الذي يعدّه مراقبون سلوكاً ممنهجاً يجبر السكان المعتمدين كلياً على الزراعة، على اللجوء للمساعدات الضئيلة التي تذلهم بها مؤسسة خليفة، لافتةً إلى إرغام مالكي مزارع النخيل المتضررة على بيعها بأسعار زهيدة بخسة، وهي خطوة تأتي في سياق خطط التغيير الديموغرافي الذي تنفذه أبوظبي في الأرخبيل اليمني.