انسحاب سعودي من تحالف الحرب على اليمن – تقرير

خاص – YNP ..

تلقي السعودية  بكل اوراقها حاليا للتوصل إلى اتفاق مع صنعاء أو من تصفهم بـ"الحوثيين" فهل قررت الرياض انهاء الحرب أم مجرد محاولة  لتغيير في الاستراتيجية؟

اخر التقارير الواردة من صنعاء، حيث  وصل  وفد عماني قبل ايام في مهمة وصفت بـ"الحرجة"  لإنقاذ  "حالة الاسلم والا حرب" ، تشير إلى عرض السعودية دفع كافة مرتبات الموظفين  مقابل مناقشة  ملف الحدود وتأمينه ..

المقترح السعودي الذي تم تأكيده من قبل مسؤولين في صنعاء  ليس الاول من نوعه فقد سبق للسعودية وأن قدمت عروض  عدة  ابرزها تلك المتعلقة  بولاء القيادة الجديدة في صنعاء مقابل امتيازات منها ادارة اليمن ككل ، وكذا اخرى تتعلق باتفاقيات بعدم التنقيب عن النفط والغاز، لكن الاهم هو موقف صنعاء التي تؤكد على رفضها  محاولات السعودية عزلها وابقاء اليمن تحت الهيمنة الخارجية، وتتمسك بشروطها خاصة المتعلقة برواتب الموظفين وصرفها من عائدات النفط والغاز اليمني الذي تذهب  إلى حسابات في البنك الاهلي السعودي.

وبغض النظر عن العروض السعودية  واخرها ما ذكره محمد عبدالسلام ، رئيس وفد المفاوضات، بصرف المرتبات وخروج القوات الاجنبية ورفع الحصار وهي ثلاثية تتمسك بها صنعاء كشرط  للدخول في عملية  سلام شامل،  ثمة  مؤامرات تحاك من خلف الكواليس، تكشف بأن العروض السعودية ليست اكثر من فخ ينصب بهدف  ايجاد واقع في اليمن   يكرس حالة الحرب الاهلية، فالسعودية قد تدفع المرتبات ، وذلك لن يكلفها اكثر مما كلفتها 8 سنوات حرب، لكنها ترفض تقديم ضمانات باستمراريتها حتى في  حال عادت الحرب،  والسلام الذي  تسعى له السعودية لا يتضمن انهاء الحرب ، حيث أن السعودية  تفع عبر مسار اخر تقوده الامارات حاليا  لتصعيد عسكري على جبهات القتال ، وبرز ذلك بتوقيع ابوظبي اتفاقية وحكومة معين لإدارة الملف العسكري والامني   والترتيبات لتوريد مزيد من المرتزقة السودانيين  مع تسليم  القوات السودانية قاعدة العند بعد توقيع اتفاق مع حكومة معين لإرسال المزيد منها.  اضف إلى ذلك دفع السعودية بلاعبين دوليين  إلى  صدارة المشهد في اليمن وابرزها الصين التي  بدأت تحركات  كبيرة في ملف اليمن عقب زيارة الرئيس الصيني للرياض، ومع أن احتمالية تدخل الصين عسكريا ضئيلة كون الاستراتيجية الصينة   تستبعد الجانب العسكري لكن  التحرك الاقتصادي قد يثير حفيظة صنعاء خصوصا فيما يتعلق  بالموانئ اليمنية ومشاريع تحيدها واخراجها عن الخدمة أو تنفيذ مشاريع  تتجاوز الارادة  اليمنية وتخدم مخططات  المحتل الجديد ، وهذه وحدها كفيلة بإعادة الحرب إلى مسارها القديم.

تحاول السعودية عبر  تسويق السلام وتقديم تنازلات  وهمية تحقيق العديد من المكاسب ابرزها تسويق نفسها كراعية سلام وثانية اخراج اطراف دولية واقليمية من دائرة الحياد في الحرب  التي تقودها منذ 8 سنوات، لكن الاهم يبقى دفعها نحو تغيير في صورة الحرب من سعودية إلى اهلية وتلك  الاستراتيجية ظلت السعودية تسوق لها بشعارات مناطقية تارة ومذهبية في اخرى ، لكنها لم تجد الوسيلة  القوية لتفعيلها وهي الان تعمل على ايجاد قوة موازية تقود الحرب وتحضا بدعم خفي من اطراف الحرب بما فيهم السعودية التي تسعى خلال المرحلة المقبلة  اعفاء منشاتها الاستراتيجية  من الهجمات التي كبدتها خلال الفترة الماضية خسائر غير مسبوقة وكادت تطرحها ارضا.