التحالف يوطِّن المتطرفين في المناطق النفطية ويسلّم "العند" لقوات أجنبية

YNP / إبراهيم القانص -
يتكشف يوماً بعد يوم أن كل ما يقوله التحالف ويغرر من خلاله بأتباعه في اليمن ليس سوى واجهات للاستهلاك الإعلامي، والعكس تماماً هو ما يحصل في الواقع الملموس،

فالجانب الإنساني تقوده مؤسسات استخباراتية اتضح أنها مكلفة بتنفيذ مخططات تفكيكية للنسيج الاجتماعي اليمني أينما وجدت، كما يوكل إليها أيضاً جزء كبير من مخططات السيطرة على الأرض والثروات وتضييق الخناق على المواطنين فيما يتعلق بمصادر رزقهم، وهو ما يرتكز عليه دور مؤسسة خليفة الإماراتية ومركز الملك سلمان، وكلاهما يعملان تحت شعارات وعناوين الإنسانية والأعمال الإغاثية.

الهدف الرئيس من التدخل العسكري في اليمن، كان يحمل شعار دعم الشرعية وإعادتها، وتحرير الأرض من قوات صنعاء، لكن ما حدث ويحدث هو احتشاد قوات التحالف في المناطق والمحافظات التي لم يكن لقوات صنعاء أي تواجد فيها، حتى المناطق التي انسحبت منها ظلت قوات التحالف تبسط سيطرتها عليها بل وتجلب إلى جانبها قوات أجنبية أخرى- أمريكية وبريطانية وفرنسية وأخيراً إسرائيلية- في أبشع صور الاستخفاف باليمنيين وانتهاك سيادتهم أمام أعينهم وبالشعارات نفسها، والتي لم تعد المسألة فيها تغرير التحالف بأتباعه وحسب، بل أصبح غالبيتهم على يقين بأن ما يحدث انتهاك واضح للسيادة ولكنهم آثروا مصالحهم الشخصية على مصلحة بلاد بأكملها.

ظل التحالف ومن ورائه الولايات المتحدة الأمريكية يتغنون بمحاربة الإرهاب، ولكن ما يلمسه اليمنيون هو أن التحالف وواشنطن يستخدمون التنظيمات المتطرفة ويفعّلونها حسب بوصلة مصالحهم، فهي تقاتل في صفوف قواتهم جنباً إلى جنب في كل الجبهات، ومؤخراً بدأ التحالف بنقلها وتوطينها في مناطق الثروات النفطية والغازية بمحافظات المهرة وحضرموت ومارب وشبوة، على غرار توزيعهم في سوريا والعراق، فلا يتوطنون إلا في حقول النفط، الأمر الذي يكشف أن كل تلك المخططات تدار من غرفة عمليات واحدة وفريق واحد، لم يعد أحد يجهله.

في السياق، سلمت وزارة دفاع الشرعية قاعدة العند العسكرية لقوات أجنبية، حيث ذكرت وسائل إعلام موالية للتحالف نقلاً عن مصادر مطلعة أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، فضل حسن، أشرف على تسليم أهم قاعدة عسكرية للقوات السودانية، بشكل رسمي تنفيذاً لتوجيهات التحالف، الذي كان بدوره قد أثار نزاعاً بين الفصائل التابعة له على من يتسلم قاعدة العند، وتحديداً بين ما يسمى درع الوطن وما يطلق عليه اللواء الأول دعم وإسناد، ليفصل بنها بتسليم القاعدة لقوات أجنبية، ولا تزال هناك توجهات لجلب المزيد من القوات السودانية، فتسليم قاعدة العند لها جاء بعد أيام توقيع وزير دفاع الشرعية، محسن الداعري، اتفاقيات مع نظيره السوداني، ياسين إبراهيم، لتمديد مهام القوات السودانية ونقل دفع جديدة، كما لو كان اتفاقاً بين البلدين فيما الحقيقة لا تتعدى كون ما يحدث انتهاكاً للسيادة اليمنية.