السعودية تفقد الحماية الأمريكية وتتوسل صنعاء "الأمان"

YNP /  إبراهيم القانص -

يظهر الحجم الحقيقي للسعودية كلما ساءت علاقاتها بالولايات المتحدة الأمريكية، وكلما تخلت هذه الأخيرة عن الرياض تظهر علامات الفزع والخوف،

وتتكشف حقيقة ان المملكة ليست سوى فقاعة تنفخها واشنطن متى شاءت لكنها تظل رهن مشيئتها ولا تساوي شيئاً بدونها، وها هي الرياض التي تشترط استمرار الحماية الأمريكية لها وتبحث عن ضمانات لبقاء هذه الحماية بما فيها صفقات السلاح مقابل توقيعها على اتفاق تطبيع شامل مع إسرائيل؛ تبدي قلقها من الوجود الأمريكي في اليمن، وتشكيل تحالف مع التشكيلات والمكونات التي كانت الرياض وكيلاً حصرياً في التعامل المباشر معها.

 

مساعد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الرسمية، عبدالله آل هتيلة، كشف مخاوف السعودية من التداعيات والانعكاسات السلبية للمؤتمر الذي ينطلق غداً برعاية أمريكية ويضم قيادات يمنية مناهضة للمملكة، وفي منشور على حسابه في فيسبوك قال آل هتيلة إن هدف الاجتماع هو التآمر على المنطقة، خصوصاً أنه يضم مشاركين إسرائيليين ومنظمات إرهابية، حسب تعبيره، وهو موقف يتناقض مع توجهات بلاده للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، ولا تمثل مشاركة إسرائيل في المؤتمر أي مشكلة بالنسبة للمملكة، ولا يعد هذا التذمر سوى خوف الرياض من تخلي واشنطن عن حمايتها وتأليب الموالين لها في اليمن ضدها، حسب مراقبين.

 

مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية صب غضبه على حزب الإصلاح، أكبر الأجنحة الموالية لبلاده، متهماً إياه بأنه هو من سلّم صنعاء ونهم والجوف، للحوثيين وزودهم بالأسلحة في الساحل الغربي، كما اتهمه بتعطيل الجبهات لثماني سنوات، مضيفاً أن الإصلاح يتآمر اليوم على أمن المنطقة بشكل عام واليمن بشكل خاص، من خلال مشاركة توكل كرمان، القيادية في الحزب، في مؤتمر بشأن السلام ينعقد في الولايات المتحدة الأمريكية، ويهدف إلى إعادة تشكيل تحالفات موالية لواشنطن ومناهضة للتحالف، على خلفية مخاوف الولايات المتحدة من فقدان نفوذها في اليمن، بعد الانتصارات التي حققتها سلطات صنعاء، عسكرياً وسياسياً، واشتراطها انسحاب كل القوات الأجنبية من اليمن مقابل تجديد الهدنة والدخول في تفاوضات لإنهاء الحرب وإحلال السلام.

 

ونتيجة تخلي الولايات المتحدة عن السعودية، والمخاوف التي تقض مضاجع النظام السعودي من تحركات صنعاء؛ تقدم المملكة عروضاً تبدي من خلالها الاستعداد للانسحاب من اليمن مقابل الحصول على ضمانات أمنية، وحسب صحيفة الأخبار اللبنانية فإن طرحت السعودية مسألة الضمانات أمام إيران وسلطنة عُمان، مشيرةً إلى أن صنعاء أبدت استعدادها لتبديد مخاوف الرياض الأمنية، إذا كان ذلك يساعدها في اتخاذ قرار حاسم تلتزم من خلاله بما سيتم التوصل إليه في المفاوضات لإحلال السلام ووقف الحرب على اليمن.

 

لكن مراقبين يرون أن التأثير الأمريكي على السعودية أشد وطأة، فإدارة جو بايدن حريصة إبقاء الوضع في حالة اللا حرب واللا سلم، وتستخدم في سبيل ذلك كل قوتها، فهي مستفيدة من هذه الحالة القاتمة، لكي يبقى اليمن ورقة ابتزاز للسعودية، خصوصاً بعد توجه واشنطن إلى تعطيل صلاحيات التحالف، وبدء التعامل المباشر مع فصائله وتشكيلاته ومكوناته في اليمن.