"بيت العائلة الإبراهيمية" ترويج إماراتي لديانة جديدة وتسويق للصهيونية

YNP / إبراهيم القانص -
ربما تكون تغريدة على تويتر أو منشور على فيسبوك سبباً كافياً للزج بك في غياهب السجون، وستكون التهم الموجهة إليك كفيلة بأن تقضي بقية حياتك مسجوناً لا ترى الضوء ولا يعرف أهلك مصيرك، وقد تفقد حياتك تحت التعذيب، يحدث ذلك في دولة الإمارات إذا ما طالبت بإصلاحٍ ما أو انتقدت سياسة أبناء زايد مع جيرانهم- اليمن مثلاً- أو استنكرت فتح البلاد على ديانات أخرى تطمس من خلالها الهوية الدينية للشعب الإماراتي،

وللتغطية على مثل هذا القبح والانتهاكات الإنسانية والدينية يرفع حكام الإمارات شعارات مثل تعزيز الحوار والتعايش والسلام بين الأديان، وهي مجرد واجهات تستهدف الدين والهوية العربية، خدمةً لأديان أخرى وهويات لا يسمح أصحابها أن تتعرض للطمس أو الإساءة بأي شكل من الأشكال، لكنهم من أجلها يستخدمون أولئك الحكام لتلميعها ونشرها تحت تلك العناوين والشعارات، على حساب شعوب وأممٍ كاملة.

وتحت الشعارات نفسها، افتتحت الإمارات مركزاً يضم أول كنيس يهودي للعامة إلى جانب مسجد وكنيسة، فضلاً عن أن الدولة الخليجية وقعت عام 2020م اتفاقية تطبيع شامل مع الكيان الإسرائيلي، وتعد حالياً موطناً لجالية يهودية أصبحت نشطة وتمارس طقوسها الدينية في أماكن خاصة أنشأتها السلطات الإماراتية، الأمر الذي أثار سخطاً واستنكاراً على منصات التواصل.

ومع افتتاح ما أسمته الإمارات "بيت العائلة الإبراهيمية" في عاصمتها أبوظبي، وهي ثلاثة دور للعبادة في مكان واحد- مسجد وكنيسة وكنيس- تعتزم الإمارات أن يكون هذا البيت مركزاً للتعليم الديني، وبعبارة أدق لنشر تعاليم الديانة اليهودية والمسيحية، وليس وجود المسجد ضمن المكان سوى تضليل للهدف الرئيس من بنائه، ودعا رئيس دائرة الثقافة والسياحة في دبي، محمد خليفة المبارك، الزوار إلى المشاركة في ما أسماها الخدمات الدينية والجولات المصحوبة بمرشدين، والاحتفالات وفرص استكشاف الإيمان، مشيراً إلى أن المركز سيكون منبراً للتعلم والحوار ونموذجاً للتعايش، حسب تعبيره.

رئيس الإمارات، محمد بن زايد، وصف ما أُطلق عليه بيت العائلة الإبراهيمية بأنه صرح للحوار الحضاري، ومنصة للتلاقي من أجل السلام والأخوة الإنسانية، وهو الأمر الذي أثار سخطاً كبيراً وردود أفعال ساخرة إذ أن حديث بن زايد عن الأخوة الإنسانية مدعاة للسخرية فعلاً، إذا ما قورن بالانتهاكات الإنسانية التي يمارسها ذلك النظام في أوساط مواطنيه وفي عدد من الدول العربية، خصوصاً اليمن التي تشارك الإمارات في الحرب عليها عسكرياً واقتصادياً منذ ثمانية أعوام، يقول مراقبون.

جمعية الجاليات اليهودية الخليجية بالإمارات، أشادت بافتتاح دار عبادة أخرى في المنطقة، على اعتبار البحرين سبقت الإمارات في إنشاء كنيس يهودي، مبديةً سعادتها بهذه المنشآت التي تمكنها من الانتشار في بلاد المسلمين بمساعدة الدول الخليجية المطبعة مع الكيان الإسرائيلي، حيث قالت في بيان أصدرته بمناسبة افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية في أبوظبي: "نحن متحمسون بشكل خاص لرؤية كنيس يهودي آخر بني في دول مجلس التعاون الخليجي، هناك شيء مميز جداً حول كنيس يهودي يجري بناؤه في دولة مسلمة".

وتباينت تعليقات المغردين الإماراتيين على تصريحات محمد بن زايد بشأن افتتاح ما أسموه بيت العائلة الإبراهيمية، حيث قال أحدهم مخاطباً بن زايد: "السجون الإماراتية مليئة بالمطالبين بالإصلاح، لم تسمح بإنشاء حزب سياسي لكن تريد للمسلمين اتباعك والكفر بنص القرآن الصريح {ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين}، فيما قال آخر، نشر مع تغريدته صورة لعدد من المعتقلين في السجون الإماراتية،: "في الإمارات دولة التسامح والسعادة ووزارة اللا مستـحيل، سجون مكتظة بالمظـلومين ومعتقلات تعج بكل صاحب تغريدة أو كلمة رأي مختلفة عن رأي الدولة، نهج فرعون (ما أريكم إلا ما أرى)، بن زايد هو المتحكم، لم يكـتفِ بالاعتقال، بل التعذيب والإهمال الطبي، وهؤلاء نموذج واحد من بين آلاف المعتقلين"، فيما عبّر آخر عن حيرته في ما سيقوله الناس لأبنائهم وبناتهم، في أن الدين فقط الإسلام، بينما يرى ولي الأمر شيئاً آخر.

في السياق، وصفت مغردة إماراتية حكام بلاده بأنهم تجار مبادئ، على خلفية افتتاح بيت العائلة الإبراهيمية، ووصف محمد بن زايد لها بأنها صرح للحوار والأخوة الإنسانية، بقولها: "بالمناسبة، أول تطبيق عملي للمثالية والتسامح المفرط هذا أن تتقبلوا آراءنا المختلفة وتتعايشوا معها، فكما أنك قبلت بمن يعبد ثلاثة في واحد ومن يؤلِّه النبي ومن يسجد لصنم، فاقبلوا باختلاف إخوتكم المسلمين، حاولوا أن تكونوا أصحاب مبدأ لا تجار مبادئ".

وعلى الصعيد نفسه، أشار مغردون إلى أن الإمارات تخترع ديناً جديداً (بيت العائلة الإبراهيمية)، مشيرين إلى أنه عبارة عن دين ناتج عن خليط للديانات السماوية الثلاث، فيما أضاف آخرون أن (بيت العائلة الإبراهيمية) فقط لوأد القضية الفلسطينية، وتسويق للصهيونية ليس إلاّ.