طرف أم وسيط في اليمن.. كيف تقفز السعودية على الحقائق وتسمي الأشياء بغير مسمياتها !

YNP - عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ
على رغم التفاؤل الذي ساد الشارع اليمني بعد وصول الوفد السعودي إلى العاصمة صنعاء، السبت الماضي، لعقد لقاءات مع قيادات أنصار الله من أجل التوصل إلى حل شامل لإنهاء الحرب في اليمن، إلا أن السلام، على ما يبدو، لم يكن هدف الزيارة الرئيسي.

غير أن الأمور باتت اليوم أكثر وضوحا من أي وقت مضى، فالجانب السعودي يريد، كما هو بين، التملص من مسئولية حربه على اليمن الممتدة منذ نحو ثماني سنوات، متقمصا دور الوسيط بين صنعاء وأدواته المحلية، رغم أنه، وفي كل اللقاءات التي جرت، بما فيها لقاء مسقط الأخير، كان طرفا لا وسيطا.
ومع أن الدافع المعلن لحرب السعودية في اليمن كان استعادة الشرعية للفار هادي، إلا أن الرياض سلكت طريقا آخر تماما، فمنذ البداية رفعت شعار الدفاع عن الأمن القومي السعودي، والأمن القومي العربي، وخاضت الحرب على هذا الأساس.
في الجانب الآخر، تعاملت السعودية مع الشرعية المزعومة بصورة لا تعكس أي رغبة في إعادتها إلى السلطة، ابتداء من تقليص نفوذها في جنوب اليمن لصالح تشكيلات مسلحة جديدة، وانتهاء بإجبار هادي على التنحي وفرض إقامة جبرية عليه في الرياض.

طرف من قبل الحرب:
في السياق، يعتقد محلل سياسي، أن السعودية طرف حتى من قبل أن تعلن الحرب على اليمن قبل ثماني سنوات.
ويضيف المحلل الذي فضل عدم الكشف عن هويته، في تصريح إلى (عرب جورنال): السعودية هي من قطعت الحوارات اليمنية التي كانت جارية في صنعاء وقامت بتهريب هادي إلى عدن ثم بدأت الحرب، وكانت تدعو إلى المشاركة في مؤتمر الرياض، حينها وهي تمهد للتدخل العسكري.
ويضيف: طوال هذه السنوات والسعودية تسعى إلى تقديم نفسها كوسيط مع علم القريب والبعيد أنها طرف. ولكن مع بعض الخصوصية التي لا يجب أن تغفل دور السعودية في هذه الحرب وبأنها من يجب أن يدفع فاتورة إعادة الإعمار وجبر الضرر.
ويتابع: الاتفاق السعودي الإيراني يجب أن يكون محل تقدير وأن البلدين لهما مصالح، لكن القضية اليمنية يجب أن تبقى بعيدة ويتم تسمية الأشياء بمسمياتها، وهذا لا يعني رفض الجهود الدبلوماسية ولكن لا ينبغي القفز على الحقائق بهذه السهولة.
ويرى أن: السعودية تتهرب بوضوح من التبعات القانونية والمالية والتاريخية والانسانية التي يمكن أن تترتب على اعتبارها طرفا مباشرا في الحرب مع اليمن.
ويختم حديثه بالقول: حين نتحدث عن عمان كوسيط، فنحن نتحدث عن دولة لم تدفع بجنودها وطائراتها في حرب بين طرفين، ولم تنحاز لطرف على حساب آخر، ولم تمول الحرب، أما السعودية، فصفة الوسيط أبعد ما تكون عنها. ألم تقد تحالف حرب من عدة دول بزعم قطع ذراع إيران في اليمن!. على حد وصفه.

طرف بإقرار أممي:
في هذا السياق أيضا، تتحدث بيانات الأمم المتحدة عن السعودية كطرف في هذه الحرب لا كوسيط.
ففي البيان الأخير، على سبيل المثال، أشادت الأمم المتحدة بالمفاوضات المباشرة بين أنصار الله الحوثيين والمملكة العربية السعودية بوساطة عمانية. وفي أكثر من مناسبة ذُكرت السعودية في البيانات الأممية كطرف.

خلاصة:
تشير تحركات السعودية الأخيرة إلى وجود رغبة جادة للخروج من مستنقع حربها في اليمن، لكنها تريد الخروج بصفة تمنحها الآتي:
إعفاء مجاني من كل التبعات التي خلفتها حربها على اليمن.
الحصول على صك براءة من كل الانتهاكات خلال حرب الثمان سنوات.
الحصول على اعتراف رسمي يمني ببراءتها من كل ما اقترفته.
النجاة من أية مساءلة مستقبلية.