تحضر اسرائيل في وجدان الأمة العربية والاسلامية كعدو، ويضع اسم اسرائيل ضمن شعار الموت الذي ترفعه حركات المقاومة في العالمين العربي والاسلامي، لكن استحضار اسرائيل في المناورة الاخيرة له علاقة ايضا بالأدوار التي تلعبها حاليا في المشهد اليمني وتحديد في المناطق الاستراتيجية لهذا البلد والممتدة من البحر الاحمر في الغرب وحتى بحر العرب في الشرق مرورا بخليج عدن .. اسرائيل التي ظل دورها خلال السنوات الاولى من الحرب يقتصر على دعم تحالف الحرب لوجستيا عززت في السنوات الاخيرة تحالفاتها معه بعقد صفقات مع الامارات التي طبعت معها العلاقات مؤخرا وبما سمح لها من الحصول على موطئ قدم في اهم المناطق اليمنية ببدء بقواعد مشتركة في سقطرى وصولا إلى ميون في باب المندب.
مع اقتراب توصل اتفاق صنعاء والرياض إلى سلم ينهي 8 سنوات من الحرب والحصار تدفع تل ابيب التي ظلت مؤخرا تسلط الضوء على المخاطر القادمة من اليمن اعلاميا وعسكريا، لتصعيد جديد عب القوى الموالية للإمارات، باعتبار ان أي اتفاق سلام في اليمن قد ينهي المكاسب الاسرائيلية خصوصا في ظل شروط صنعاء خروج القوات الاجنبية وتحديدا الاسرائيلية.
قد تبدو حدود اسرائيل عن اليمن بعيدة جغرافيا، لكن ما يهم تل ابيب الان هو السيطرة على الممرات البحرية المحيطة باليمن من الشرق والغرب وبما يسمح لها التحكم مستقبلا بحركة الملاحة في المنطقة واعادة توجيهها صوب قناة تسعى لجعلها تنافس قناة السويس المصرية.
