ضمن مخطط تمزيق اليمن .. السعودية تبدأ أول تحرك للاستفراد بكعكة حضرموت

YNP / خاص  -

تتواصل في الرياض منذ أواخر مايو الماضي المشاورات واللقاءات التي تشرف عليها السعودية، بين شخصيات من محافظة حضرموت، تخللتها لقاءات مع ممثلين للدول الفاعلة في القضية اليمنية وسفراء ودبلوماسيين أوروبيين، للتباحث حول شئؤون المحافظة، بحسب ما يصدر عن تلك اللقاءات والتشاورات من تصريحات لوسائل الإعلام.

وتجري المشاورات حول حضرموت في أجواء محاطة بالغموض، وسط تكهنات عديدة، حول ما ستسفر عنه هذه المشاورات والترتيبات التي يجري التحضير لها بخصوص المحافظة التي ظلت عين السعودية عليها منذ عقود طويلة.

وبدا تحكم الجانب السعودي في مسار هذه المشاورات واضحا، من خلال لقاء مكونات حضرمية السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، وسفراء الاتحاد الأوروبي، وسفراء دول أخرى، حيث جرت جميع اللقاءات بترتيب سعودي أشرف عليه آل جابر بصورة مباشرة.

وعقد وفد محافظة حضرموت برئاسة المحافظ مبخوت بن ماضي قبل أيام في الرياض، لقاء مع بعثة المفوضية الأوروبية باليمن وسفراء دول الاتحاد الأوروبي، لمناقشة ما أسماه الوفد “وضع حضرموت في التسوية القادمة”.

وسبقت هذه اللقاءات تحركات مكثفة لسفراء بريطانيا وأمريكا وفرنسا، لتعزيز عسكرة الموانئ والمطارات والمنافذ ومراكز الإنزال السمكي، في تحركات اعتبرها ناشطون مساراً خطيراً ينتهك حق اليمن السيادي في موارده الاقتصادية.

ورغم الغموض الذي تجري فيه المباحثات واللقاءات بين الشخصيات الحضرمية التي استدعتها السعودية في ٢٠ مايو الماضي بصحبة المحافظ المعين من قبل سلطة الرئاسي مبخوت بن ماضي، إلا أن المؤشرات بدت واضحة، وجميعها تقود إلى أن السعودية تحضر لفصل المحافظة الواقعة في دائرة الأطماع الإقليمية والدولية، بحيث يسهل عليها مستقبلا ضمها وإلحاقها بها بصورة رسمية.

وتؤكد المعلومات أن السعودية تتجه لإحياء مشروع دولة حضرموت، عبر تلك المشاورات، التي حشدت لها العديد من الشخصيات والمكونات الحضرمية، وتجري منذ أسابيع في الرياض.

وتشير المعلومات التي تتناقلها وسائل الإعلام إلى أن الوفد الحضرمي وبنا على طلب الجانب السعودي، قدّم فكرة بأن تكون حضرموت إقليما مستقلا، وتدير شؤونها بعيدا عن الصراع الحاصل في المحافظات الجموبية.

ويحضر في المشهد التسابق السعودي الإماراتي للسيطرة على حضرموت، وخاصة إذا ما أُخِذ في الاعتبار، التوقيت الذي استدعت فيه السعودية الشخصيات وقادة المكونات الحضرمية، والذي جاء في نفس التاريخ الذي وصل  فيه عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الموالي للإمارات إلى المكلا، بصحبة قيادات الانتقالي، لإقامة فعالية افتتاح أعمال الدورة السادسة للجمعية الوطنية، في أول نشاط من نوعه للمجلس في المحافظة، وهو ما يؤكد أن كلا من الرياض وأبوظبي تخوضان تسابقا محموما للسيطرة على المحافظة، لن ينفك حتى يقود إلى صراع بين الأطراف المحلية التابعة لكل منهما، في حال تصاعد هذا التسابق.

وفيما تدفع السعودية باتجاه إعلان حضرموت كيانا مستقلا تمهيدا لفصلها رسميا، فإن استراتيجية الإمارات هي أن تكون حضرموت خاضعة لسلطة المجلس الانتقالي الذي لا تزال تعزز من قوته على الأرض، ليكون هو الطرف المسيطر على كامل المحافظات الجنوبية وفقا لمشروع الانفصال الذي ترعاه منذ السنوات الأولى للحرب في اليمن.