فصائل السعودية تتوغل في مناطق سيطرة الانتقالي بجنوب اليمن.. لتأمين الشرق ؟

YNP / نقلا عن عرب جورنال - عبدالرزاق علي ـ 

بدأت السعودية التحرك في المحافظات اليمنية الجنوبية الخاضعة لسيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي، عبر قوات ما يُسمى "درع الوطن". هذا تطور جديد هام بعدما كانت أحداث وادي حضرموت قد سيطرت على المشهد خلال الفترة الماضية. تحت أكثر من عنوان، أرسلت السعودية ألوية من تلك القوات إلى محافظات أبين وعدن ولحج.

في محافظة أبين، ركز الإعلام السعودي، خلال الفترة الماضية، على الحديث عن فشل التشكيلات المسلحة التابعة للانتقالي في هزيمة تنظيم القاعدة. بالتزامن مع ذلك، صعد التنظيم من عملياته بشكل لافت. مثلما دخلت القوات التابعة للانتقالي والمدعومة من الإمارات محافظة أبين تحت عنوان الحرب على الإرهاب، ستدخل القوات الموالية للسعودية المحافظة تحت ذات العنوان. ربما تنجح السعودية في هذه المهمة، ليس لأنها أقدر على هزيمة القاعدة وإنما لأنها أقدر على التفاهم معها.

خلال اليوميين الماضيين، دفعت السعودية دفعت بلواءين من "درع الوطن" التي شكلتها الرياض بعد تشكيل مجلس القيادة الرئاسي، إلى محافظة أبين التي يخوض فيها الانتقالي معارك ضد قوات القاعدة منذ عدة أشهر.

وفق مصادر مطلعة، فإن اللواء الثالث التابع لدرع الوطن بدأ بالتحرك إلى منطقة جبل عكد في مديرية مودية. من حين لآخر تخوض قوات الانتقالي معارك بهدف إحكام السيطرة على هذه المنطقة، لكنها تتعرض لكمائن وحرب استنزاف أفقدتها عددا من قياداتها.

المصادر أكدت أن اللواء الثاني الذي سيتم إرساله إلى أبين هو اللواء الثامن درع الوطن والذي سيتم توزيعه في المناطق الوسطى من أبين والتي فشلت قوات الانتقالي في إحكام السيطرة عليها.

إلى جانب ذلك، فتحت قوات درع الوطن في منطقة العرقوب بمحافظة أبين باب التجنيد والانضمام إليها، وفق مصادر خاصة.

 

ـ دعم القاعدة:

خلال الفترة الماضية، بدأت القاعدة، وبشكل مفاجئ، عمليات جوية بطائرات مسيرة في محافظتي أبين وشبوة. لم يسبق للقاعدة أن تعاملت مع هذا السلاح وهي في ذروة قوتها، لكنه دخل على خط الاستخدام حاليا. يمكن لما يجري اليوم في بعض المحافظات الجنوبية أن يفسر حصولها على هذا السلاح. ورقة الإرهاب التي استخدمها الانتقالي للسيطرة على أبين وشبوة، قد تكون الورقة ذاتها التي تستخدمها السعودية لطرده منها. من هنا يتحدث الناشطون والإعلاميون السعوديون بكثرة عن عودة القاعدة إلى محافظة أبين.

في السياق، يقول السياسي السعودي سليمان العقيلي: القاعدة تسرح وتمرح في محافظة ابين التي سيطر عليها المجلس الانتقالي بالقوة في السنوات الأخيرة.

 

ـ عدن:

في عدن، بدأت القوات الموالية للسعودية بالتواجد تحت مسمى التهيئة لعودة أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وحكومة معين.

حيث نفذت الفصائل الممولة من السعودية اليوم الخميس انتشارا عسكريا واسعا في منطقة كريتر ومحيط مطار عدن الدولي بخور مكسر.

وأوضحت مصادر محلية بالمدينة أن الفصائل التابعة للسعودية “درع الوطن” انتشرت على متن آليات عسكرية في محيط قصر معاشيق والطرق المؤدية إليه استعدادا لتسلم مهام تأمين القصر بشكل كامل بدلا عن فصائل “العاصفة” التابعة لـ”المجلس الانتقالي الجنوبي” الممولة من الإمارات.

وتابعت المصادر أن الانتشار العسكري في كريتر ومحيط مطار عدن يأتي قبل عودة، رشاد العليمي، ومعين عبدالملك، إلى القصر خلال اليومين القادمين، بالتزامن مع إعادة السعودية المسؤولين الموالين لها من مختلف الدول وممارسة مهامهم ابتداء من الأحد المقبل، وفق تعميم صادر من العليمي الثلاثاء الماضي.

ولفتت المصادر إلى أن إعادة المسؤولين يهدف إلى تضييق الخناق على تحركات الانتقالي والحد من سيطرته على المؤسسات الخدمية في المحافظات الجنوبية.

وتابعت المصادر أن الترتيبات السعودية تجري على قدم وساق في معقل قيادات فصائل “الانتقالي” منذ وصول الوفد العسكري السعودي الذي استبق عودة العليمي ومعين عبدالملك للمدينة وسط انباء عقد اجتماع للنواب الموالين للتحالف بعدن لتمرير اتفاقيات غير قانونية تخدم المصالح السعودية والإماراتية بالمحافظات الجنوبية والشرقية لليمن.

 

ـ باب المندب:

الصراع السعودي ـ الإماراتي، عبر الأدوات، امتد أخيرا ليصل إلى باب المندب، الممر المائي الأهم في العالم.

وقد نشب الصراع نتيجة قيام قوات طارق عفاش التابعة للإمارات باستحداث معسكرات في باب المندب لتتوغل قبائل الصبيحة المدعومة سعودياً وتطرد قوات عفاش باتجاه المخا.

يأتي هذا بعدما كانت الفصائل الإماراتية قد دفعت بتعزيزات عسكرية ضخمة إلى البوابة الشمالية لمدينة عدن.

وقالت مصادر مطلعة إن المئات من عناصر قوات المجلس الانتقالي وألوية العمالقة، وصلت إلى مناطق قبائل الصبيحة بمديريتي كرش والشريجة.

 

خلاصة:

تمكنت السعودية من إبعاد الانتقالي عن مناطق وادي حضرموت من خلال إشغاله في مناطق سيطرته بأبين وعدن ولحج. يبدو أن الكفة مالت قليلا لصالح السعودية حاليا، لكن القادم مفتوح على أكثر من احتمال.