اليمن السياسي في الذكرى الـ 31 لوحدة مايو 1990م

YNP – طلال الشرعبي :

في ظل واقع اقتصادي صعب ومعقد واجتماعي مهتز وعسكري وأمني مختل وسياسي ممزق تتقاسم خارطة اليمن فيه قوى سياسية متنافسة ومتصارعة ومتسابقة على بسط النفوذ وفرض سيطرة اللون السياسي الواحد والرافض للتعدد.. رغم ادعاء بعض تلك القوى للوطنية والقبول بالحياة السياسية التعددية والتعايش مع الآخر .

جاءت الذكرى ال 31 لتحقيق الوحدة اليمنية في ال 22 من مايو 1990م ..ومشاريع فوضى الصراع والتناحر العسكري والبروز الفج للنزعات المناطقية والجهوية والعصبوية هي التي تتسيد مشهد الحياة بشكل عام على امتداد الجغرافيا اليمنية التي بات  الواقع الممزق والمتفكك فيها يمثل أبرز معالم وملامح جغرافية اليمن السياسي الذي تتقاسمه قوى التنافس والصراع على النحو التالي:

أمانة عاصمة دولة الوحدة ومحافظات صنعاء وعمران وصعدة وذمار وحجة وإب والجوف والبيضاء والمحويت والحديدة وتعز ومأرب باتت تحت سيطرة جماعة"أنصار الله" أو حكومة صنعاء باستثناء مساحات صغيرة من محافظات الحديدة وتعز ومأرب التي تدور فيها رحى الحرب والمواجهات العسكرية الدامية بين قوات صنعاء ومن تسميها بقوى العدوان والمليشيات المرتزقة.

بالمقابل مدينة مأرب عاصمة المحافظة التي تحمل نفس الاسم الواقعة إلى الشرق من صنعاء ومدينة عتق مركز محافظة شبوة جنوب شرق البلاد وأجزاء كبيرة من مدينة تعز وعدد من مديرياتها وكذلك أجزاء من محافظة أبين إضافة إلى محافظة حضرموت الواقعة في الجنوب الشرقي ومحافظة المهرة شرق البلاد هي أبرز المناطق التي تسيطر عليها القوات الموالية لحكومة هادي ويشكل قوامها ويقود أبرز تشكيلاتها في حقيقة الأمر عناصر تنتمي إلى حزب الإصلاح .

 قوات"المجلس الانتقالي الجنوبي" المدعوم إماراتيا (المطالب بالانفصال) هي الأخرى باتت تحكم سيطرتها على مدينة عدن ومحيطها ومدينة زنجبار (مركز محافظة أبين) وأجزاء من محافظات لحج والضالع وشبوة إضافة إلى سيطرتها الكاملة على محافظة سقطرى.

 أما الساحل الغربي ذي التكوين الجغرافي المتجمع من عدد من مديريات محافظات لحج وتعز والحديدة فقد  بات خاضعا لسيطرة قوات حراس الجمهورية أو ما يسمى "بالقوات المشتركة " التي يقودها العميد طارق محمد عبد الله صالح.

رغم التباين الكبير في المواقف وتعارض المشاريع والثقافات والأفكار السياسية التي يتوارى خلفها كل مكون من تلك المكونات في خنادق المواجهة العسكرية على أرض الميدان .. التقى خطاب القيادة العليا لتلك المكونات في الذكرى ال 31 لتحقيق الوحدة عند نقطة الاعتراف بوجود المخاطر المحدقة بالوحدة والاجماع على ضرورة وجود يمن واحد آمن ومستقر .

وحده المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا كان له موقفه المغاير والمتناقض مع مواقف بقية أطراف الصراع السياسي والعسكري الدائر على الأرض والمتزامن مع الذكرى الـ31 لتحقيق الوحدة .

وخلال اجتماع مع قياداته العسكرية والأمنية دعا رئيس المجلس عيدروس الزبيدي إلى "أخذ الحيطة والحذر، ورفع درجة الاستعداد القتالي"، داعيا "لتأمين عدن خاصة، ومحافظات الجنوب عامة".

ومؤكداً على "ضرورة التصدي لكل المؤامرات التي تستهدف أمن واستقرار الجنوب، وكل المحاولات الساعية للنيل من قضية شعب الجنوب، وحقه في استعادة دولته الحرة كاملة السيادة على كامل ترابه الوطني (في إشارة للانفصال عن الشمال اليمني)".

تلك هي أبرز معالم واقع اليمن السياسي في الذكرى ال31 لتحقيق وحدة ال 22 من مايو 1990م ..

ولا ندري مع حلول الذكرى ال32 لوحدة اليمن بعد عام أيا واقع جديد يمكن أن ترسم ملامحه تطورات ووقائع وأحداث الصراع الدائر على مستوى الداخل اليمني بالتزامن مع استمرار العدوان الخارجي.