بعد 7 سنوات من دعم الحرب في اليمن.. تحرك أمريكي للسيطرة البحر الأحمر وباب المندب

YNP -  عبدالله محيي الدين :

أفصحت أمريكا عن حقيقة مشروعها الذي سعت لتنفيذه من سنوات، والمتمثل بفرض سيطرتها العسكرية على البحر الأحمر ومنطقة باب المندب، التي تضم ثاني أهم ممر مائي في العالم، حيث أعلنت البحرية الأمريكية، الأربعاء، عن تشكيل قوة جديدة للقيام بدوريات في البحر الأحمر.

اللواء البحري براد كوبر، الذي يشرف على الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قال في مؤتمر صحفي وفق ما نقلت عنه شبكة "اي بي سي" بشكل عام، فإن هذه المنطقة تغذي العالم بالمعنى الحرفي والمجازي، وهي شاسعة لدرجة أننا لا نستطيع القيام بذلك (الدوريات) بمفردنا، لذا سنكون في أفضل حالاتنا عندما نتشارك، مضيفاً أن "فرق العمل الجديدة (لم يسمها) سيتم تكليفها يوم الأحد القادم".

وأعرب كوبر، عن أمله بأن "تستهدف فرق العمل المكونة من سفينتين إلى ثماني سفن في وقت واحد أولئك الذين يهربون الفحم والمخدرات والأسلحة والأشخاص (في إشارة إلى جماعة الحوثي) عبر المجرى المائي"، حسب الشبكة، مشيرا إلى أن القوات المشتركة ستشهد انضمام سفينة "يو إس إس ماونت ويتني" وهي سفينة قيادة برمائية من فئة "بلو ريدج" كانت في السابق جزءا من الأسطول السادس للبحرية الأفريقية والأوروبية.

وتتكون قيادة القوات البحرية المشتركة في الشرق الأوسط من 34 دولة، ويشرف عليها اللواء كوبر من قاعدة في البحرين، وتمتلك ثلاث فرق عمل تتعامل مع القرصنة والقضايا الأمنية داخل وخارج الخليج العربي.

وتتمظهر يوماً بعد آخر ملامح المخطط الدولي لعسكرة البحر الأحمر الذي تبرز أهميته الاستراتيجية من عدة نواحٍ، على المستوى الاقتصادي أو الاستراتيجي أو العسكري، وهو المخطط الذي تشكل الحرب الدائرة رحاها في اليمن إحدى استراتيجيات تنفيذه.

من الناحية الاقتصادية يُعدّ البحر الأحمر ممراً لحوالي سبعمائة مليار دولار أمريكي من التجارة الدولية كل عام، ويضم ثاني أهم ممر في العالم وهو مضيق باب المندب، الذي تمر منه غالبية صادرات النفط الخليجي بما يقارب 5 ملايين برميل يومياً من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة، صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأميركية، فيما تقول التقارير الدولية إن 21 ألف قطعة بحرية تمر عبر هذا المضيق سنوياً، أي حوالي 57 قطعة بحرية يومياً.

 ومن الناحية العسكرية، يتمتع مضيق باب المندب بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة، وسبق أن أغلقته مصر أمام إسرائيل خلال حرب 1973، وإثر هجمات سبتمبر عام 2001 في الولايات المتحدة، قامت قوة أميركية بالتموضع في منطقة باب المندب تحت ذريعة العمل على تأمين الملاحة في المضيق في مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة في المنطقة.

وتتأتى الأهمية الاستراتيجية للبحر الأحمر من كونه يقع على حدود مشتركة بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويربط عبر ممره المائي طرق التجارة بين الشرق والغرب.

وبالنظر إلى القلاقل والاضطرابات التي عاشتها خلال عقود مضت، الدول المطلة على جنوب البحر الأحمر (دول القرن الأفريقي واليمن)، والتي كان آخرها الحرب في اليمن، التي أعلنتها السعودية من العاصمة الأمريكية في 26 مارس عام 2015 وحتى اليوم، فإن التحالفات التي نشهدها اليوم في هذه المنطقة، تسلط الأضواء على أكثر المخطط الذي حيك في سبيل مستقبل السيطرة على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، والذي تعدّ كل من أمريكا وإسرائيل لاعبين رئيسيين فيه.