هل تخضع المقاومة لضغوط أمريكية – إسرائيلية ؟

خاص -  YNP..

مع انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال، بدأ الأخير وداعميه في الغرب تصعيد اعلامي في عدة ملفات ابرزها رفح ، اخر المناطق الامنة  في غزة،  فما ابعاد الخطوة وهل لدى الاحتلال قدرة على توسيع رقعة القتال ؟


وفق لتأكيدات حماس فإن  وفد برئاسة نائب مكتبها السياسي  يشارك حاليا بمفاوضات في العاصمة المصرية تتمحور حول توضيح رد الحركة رسميا على  صيغة جديدة لصفقة تبادل للأسرى تنتهي بوقف شامل لإطلاق النار.

كان رد الحركة على الصيغة التي  قدمتها مصر وصاغها رؤساء استخبارات مصر وقطر وامريكا بمشاركة رئيس الموساد الإسرائيلي ذكيا وقد القى الكرة في ملعب هؤلاء جميعا، اذ  وضع المقاومة عدة شروط على السير بالصفقة دون رفضها ، وتلك الشروط  في المجمل كما يقول وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن إيجابية   وحظت باستحسان الوسطاء الإقليميين في القاهرة والدوحة.

تريد الحركة ، وفق التسريبات،  فرض شروطها بطريقة سياسية وقد تمكنت على مدى الأشهر الخمسة الماضية من عمر الحرب على الحفاظ على مكاسبها عسكريا ، ولتك الشروط لا تخرج عن مسار ما حدده قائد الحركة الميداني قبل السابع من أكتوبر وتضمنت تصفية السجون ووقف الحرب وترتيبات أخرى تتعلق بالضفة والقدس وحتى الدولة الفلسطينية، وهذه الشروط تثقل كاهل الاحتلال الإسرائيلي الذي يناور بخفي حنين  ولم يحقق أي انجاز يذكر خلال مسيرة القتل والتدمير الممنهجة منذ أكتوبر الماضي. 

وخلافا للمقاومة  التي تدخل صالة المفاوضات بأوراق قوية عسكريا وسياسيا  يبدو الاحتلال الطرف الأضعف في المعادلة وقد فضل عدم ارسال وفده  إلى القاهرة والاكتفاء باتصالات مع الوسطاء .. ليس لدى الاحتلال أي وسيلة ضغط على المقاومة وقد فشلت أوراق الحصار والتدمير لا والقتل   وتعثرت العملية العسكرية التي كان يتوقع حسمها بغضون أسابيع قليلة مع تجيش أمريكا وبريطانيا والغرب لصالحها  وهذا ما يجعله يناور في ملف الصفقة فهو يريدها كما يعبر عن ذلك طيف واسع داخل  حكومته على راسها قادة الجيش الذين يخشون خسارة ما تحقق من مكاسب ضئيلة على الميدان وهم بذلك يشيرون إلى  التدمير للقطاع والحصار  وكمية القتل الهائلة في صفوف المدنيين ، لكن تلك المكاسب بالنسبة لنتنياهو ليست كافية لفرض شروطه سياسيا فهو يدرك بأن  لا شيء من اهداف الاحتلال تحقق بما في ذلك تحرير ولو اسير واحد لدى المقاومة الفلسطينية، لكن وحتى لا يجد نفسه امام استحقاقات تمليها المقاومة يحاول المناورة بورقة رفح  فيتحدث تارة عن نيته اجتياحها وأخرى  بالتلميح بان شروط حماس غير مقبولة ويساعده في هذه حليفه الأمريكي الذي يلمح لقبول مصر  ورقة تهجير الفلسطينيين، كما أشار بذلك بايدن في تصريحه الأخير حول نجاحه بالضغط على السيسي لفتح بوابة المعبر..

فعليا لم يعد بإمكان الاحتلال تنفيذ اية عملية عسكرية في غزة خصوصا في رفح  خصوصا في ظل خسارته للمناطق شمال  القطاع وفشله في التقدم في محاور الجنوب ، لكن هذا لا يعني بانه قد لا يصعد في إطار ضغطه لتحسين شروطه على طاولة المفاوضات.