جدل انهاء جرودنبرغ الحرب على اليمن

خاص -  YNP..

فجر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس جرودنبرغ،  الاثنين، جدلا واسعا عقب إعلانه مسودة اتفاق مفاجئة   في اليمن.


المسودة المعلنة مع أنها لم تتجاوز حدود مفاهيم هدنة مطولة  عبر توسيع إجراءات سابقة كتوسيع الرحلات الجوية وفتح الموانئ البحرية إضافة إلى  صرف المرتبات مقابل استئناف تصدير النفط الأن ان توقيتها  اثار الشكوك حول دوافع إعلانه مع ان المفاوضات بشأن هذه الأمور البسيطة  اخذت اشهر وربما سنوات.

ثمة في اليمن من يعتبرها  مجرد مناورة سعودية بوجه الولايات المتحدة التي تسعى لإعادة الرياض إلى عمق مستنقع الحرب في اليمن عبر تحالف في البحر الأحمر لحماية اسرائيل   خصوصا وأن  الإعلان تزامن مع تلويح إدارة بايدن بتنازلات  لصالح بن سلمان تتضمن رفع حظر الأسلحة الهجومية والتي تم توقيفها  قبل سنوات بداعي  الحرب على اليمن   وثانيها بتصنيف انصار الله على لائحة العقوبات  وهي خطوات كانت سبب خلافات الرياض وواشنطن خلال السنوات الأخيرة من صعود بايدن إلى السلطة.

تحاول السعودية، وفق خبراء، التملص من الضغوط الامريكية بإدراجها ضمن التحالف الجديد بالبحر الأحمر  خشية ان يشكل عودتها لهذا التحالف  انتكاسها بالتفاهمات التي تم تحقيقها مع صنعاء عبر سنوات من المفاوضات  عقب فشل حملة عسكرية واسعة على اليمن قادتها السعودية وشاركت فيها نحو 17 دولة بمن فيهم القوى الكبرى على راسهم بريطانيا وامريكا، فهي تدرك، وفق هولاء، باستحالة تقديم التحالف الجديد أي شيء على الصعيد العسكري  حتى وأن قررت واشنطن توجيه ضربات عسكرية في اليمن .

وخلافا لهؤلاء يرى اخرين  وهم محسوبين على التحالف بأن  الخطوة الأخيرة ضمن ترتيبات إقليمية ودولية تهدف للسير باتفاق السلام في اليمن وتهيئ لعملية سياسية  في اليمن تنهي 9 سنوات من الحرب والحصار، في حين يرى طرف ثالث بأنه ليست اكثر من محاولة نقل المفاوضات من الوساطة العمانية إلى الدولية ضمن محاولات  السعودية الخروج من الملف اليمني وتصوير الحرب على انها يمنية – يمنية والتمهيد لجولة جديدة منها قد تعقب اشهر وربما أسابيع من مفاوضات الحل السياسي والتي لم تتبلور  رؤيته مستقبلا وقد يمر بمنعطفات حرب كثيرة.

أيا تكون دوافع الإعلان الاممي الأخير التي حاول المبعوث الدولي ربطها بلقاءاته مع رئيس وفد صنعاء ورئيس السلطة الموالية للتحالف كنوع من اخراج السعودية من مشهد الحرب،  تشير المعطيات إلى أن  تلك المبادرة التي لم توقع بعد قد لا تنفذ في القريب العاجل على الأقل وقد تكون فقط ضمن المهدئات التي تسوقها اطراف إقليمية  ودولية لخفض التصعيد في المنطقة.