خيارات الاحتلال مع حصار اليمن وغزة

خاص -  YNP ..

تقلصت خيارات الاحتلال الإسرائيلي  خلال الأيام الأخيرة مع وضعه بين كماشتي اليمن وغزة ، فهل يذعن للاستسلام؟


في بداية عدوانه على غزة ، رسم الاحتلال الإسرائيلي، خطوط كبيرة  منها إعادة رسم خارطة الشرق الأوسط، وكان تعويله على نتائج معارك سابقه خاضها ضد جيوش عربية ولم تدم طويلا وقد حسم نتائجها خلال  بضعة أيام. 

اليوم وبعد نحو عامين ونيف من المواجهات في غزة والاسناد الإقليمي لها  ممثلا بجبهات المقاومة الإسلامية في دول عربية وإسلامية، يبحث الاحتلال الإسرائيلي عن مخرج من مستنقع غزة وكل حلمه الخروج بما يحفظ وجه قواته التي ظل لعقود يسوقها كقوة ردع إقليمية وقد خارت قواها بلمح البصر وامام فصائل لا تملك من التقنيات والأسلحة بحجم الإرادة والعزيمة .. حتى وقت قريب كان بإمكان الاحتلال فرض شروطه وقد حول القطاع إلى كومة من الدمار والانقاض وسكانه إلى مشردين وجوعى، لكن اليوم ورغم الماسي تبدو فرصه في تمرير شروطه ضئيلة جدا في ظل الصمود الأسطوري للشعب والمقاومة في غزة ونجاح جبهات الاسناد وتحديدا في اليمن مقارعة الاحتلال ونسف كل خططه لإسقاط "وحدة الساحات".

 لم  تعود بجعبة الاحتلال الكثير من الأوراق للمناورة ، على الأرض في غزة تتكبد قواته خسائر يومية وبالعشرات وبحسابات لم يعهدها في تاريخه  خصوصا بعد قراره  نشر قواته على الأرض  بعد ان ظل يستعرض بالتفوق الجوي والقنابل الامريكية. وفي المحيط تتأكل قوة ردعه تدريجيا وقد تخلت عنه اكبر حلفائه وتركته وحيدا في مواجهة  قوى لم يعهدها من قبل فأوغلت اليمن بإذلاله برا وبحرا   واطبقت حصارها عليه جوا وبحرا أيضا.

ربما يعتقد  نتنياهو بأن إمكانية تدخل امريكي لدعمه في مواجهة اليمن قد تغيير الواقع الجديد، لكن ترامب سبق وان جرب بكل قوة في هذا البلد ولم يعد مستعدا لخوض تجربة أخرى وفي غزة أيضا لا يبدو بان جيش الاحتلال الذي صرخ رئيس اركانه في وجه نتنياهو ذاته قبل أيام وخلال جلسة  للمجلس الأمني المصغر وصارحه  بأن قواته منهكة ولم تعد قادرة السيطرة على مليوني انساني في غزة وقد تنهار خلال أسبوعين، قادرا على تحمل المزيد من الأعباء ، لتضع نتنياهو امام خيار وحيد هو السير باتفاق في غزة  باي ثمن ولو كان ذلك على حساب نرجستية واغراق وجهه بالوحل.