ما مدى تأثير القرار الأمريكي الأخير على اليمن وما مضمون العقوبات؟

خاص – YNP ..

مجددا، يعاود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناورة بملف اليمن في وجه السعودية، فما إمكانية تأثير قراره الأخير بتصنيف حركة انصار الله على لائحة الإرهاب؟


في العام  2020 ، وبعد هزيمته بالانتخابات الرئاسية، كان قرار تصنيف حركة انصار الله على لائحة الإرهاب اخر قرارات الرئيس ترامب في البيت الأبيض وقد حاول من خلاله إبقاء خيط رفيع من العلاقة مع السعوديين الذين كانوا يطمحون بقوة  لهذا الهدف بعد فشلهم عسكريا  في الحرب التي امتدت منذ العام 2015. لم يدوم الأمر طويلا حتى قرر بايدن الغاء القرار في اول يوم له بالبيت الأبيض. 

اليوم  ومع عودة ترامب إلى البيت الأبيض يعيد تفعيل القرار لكن بعد ان ضمن  من السعوديين تمويل  فترته الرئاسية المقبلة بأكثر من نصف تريليون دولار  وعد بها ولي العهد السعودي باتصال هاتفي اعقب تصريح ترامب برغبته زيارة السعودية مقابل المبلغ ذاته.

وبغض النظر عن دوافع القرار  الذي حاول ترامب من خلاله إرضاء مصالح عدة حلفاء على راسهم الانتقام لبلاده ومن بعدها إسرائيل ولو بثمن سعودي ، ثمة حيثيات في القرار تؤكد بانه لن يغير شيء على خارطة الوضع الحالي في اليمن ولن يتجاوز حدود ادراج البيت الأبيض وترامب فقط.

في مضمون القرار المنشور ستركز الإدارة الامريكية فقط على  اطباق الحصار على اليمن عبر منع المساعدات الإنسانية او تقييدها بتكليف الوكالة الامريكية للتنمية الدولية بمتابعة  الكيانات والجهات الدولية التي تتعامل مع من وصفهم القرار بـ"الحوثيين" ومنع التعاملات المالية معهما، وفعليا سبق لإدارة بايدن وان اتخذت هذه الخطوات مبكرا عبر  وقف نشاط المنظمات الدولية شمال البلاد  على راسها برنامج الغذاء العالمي  إضافة إلى استهداف شركات صرافة وبنوك وشركات تجارية أخرى في محاولة لتقليص قدرات "الحوثيين" كما تتوهم الإدارة الامريكية.

القرار بمضمونه لا يحمل اي اشارت لتصعيد عسكري من قبل أمريكا وقد جربت على مدى اكثر من عام ذلك، لكنه قد يمثل عقبة امام استيراد المواد الأساسية وتلك خطوات بداتها إدارة بايدن أيضا مبكرا  عبر حديثها عن ضرورة تشديد الرقابة على دخول السفن لموانئ الحديدة.

قد يكون القرار الأمريكي الجديد  بمفهوم الدعاية الامريكية خطوة تهدد مستقبل اليمن او حتى من تصفهم بـ"الحوثيين" لكن الحقيقة لا يتعدى مجرد  مناورة سياسية لإدارة ترامب لاستنزاف ما تبقى من خزائن النفط في السعودية وتعويض لخسارة المعركة بالبحر الأحمر إضافة إلى إرضاء الاحتلال وكبريائه.