رغم حرب الإبادة الجماعية للفلسطينيين .. دعم سعودي غير مسبوق لإسرائيل

YNP / إبراهيم القانص -

ليس مفاجئاً ولا صادماً ألّا تؤثر حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة في علاقة بعض الدول العربية مع إسرائيل وأن تظل في مستوياتها الطبيعية، سواء كانت معلنة باتفاقيات التطبيع أو غير معلنة، بل إن بعض تلك الدول رفعت مستوى علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي أكثر مما كانت عليه، كما لو كانت الحرب على الفلسطينيين حربها هي، ويظهر ذلك في المزايا والامتيازات التي يحصل عليها اليهود في تلك الدول والتي تتفوق على ما يحصل عليه مواطنوها أنفسهم.

الإمارات والسعودية تُعدّان من أبرز الدول العربية التي مم تتأثر علاقاتهما مع إسرائيل بالحرب على غزة، فالإمارات تسعى علناً إلى رفع وتيرة علاقتها بالاحتلال غير عابئة بمشاعر الأمة إزاء القتل الوحشي الإسرائيلي للفلسطينيين، بالإضافة إلى أنها تطوع أدواتها في اليمن- مثلاً- للتخادم مع الاستخبارات الإسرائيلية في إطار المحاولة لوقف هجمات قوات صنعاء على السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، وظهر ذلك في تناولات إعلامية متواترة عن لقاءات طارق صالح مع ضباط إسرائيليين في المخا وجيبوتي وأبوظبي، وكما هو معروف بأنه أحد أذرع الإمارات الرئيسة في اليمن.

 

 وكانت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، قالت، في تقرير مطول، إن دولة الإمارات تُعدّ واحدة من أكثر الأماكن أماناً في العالم للإسرائيليين، مشيرةً إلى أن العلاقات التجارية بين الإمارات وإسرائيل تعرّضت لامتحان بسبب الحرب في غزة، لكن وكما يبدو أن الإمارات نجحت في ذلك الامتحان وربما بامتياز، حيث أكدت الصحيفة أن رجال أعمال إسرائيليين غادروا الإمارات خلال الأيام الأولى من الحرب على غزة، معتقدين أنهم في خطر نتيجة القتل والدمار الذي يتعرض له سكان غزة، لكنهم عادوا ووجدوا الأمر طبيعياً كأنه لا علاقة لهم بتلك الحرب، حسبما نقلت الصحيفة عن رجل الأعمال الإسرائيلي رون دانيال، مدير شركة "ليكويتدتي غروب" لإدارة الأرصدة والتكنولوجيا المالية.

 

مؤخراً قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات، إن دولاً عربية تدعم إسرائيل بدون أن تعلن ذلك، وأن العلاقات التجارية بين إسرائيل وتلك الدول لم تتأثر بالحرب على غزة، مؤكداً في تصريحات صحافية أدلى بها على هامش المؤتمر الوزاري الـ 13لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، أنه ليس هناك أي تغيير في العلاقات التجارية، وأن الأمور مستقرة للغاية.

 

السعودية أيضاً، ورغم أنها لم توقع اتفاقاً علنياً للتطبيع مع إسرائيل، لم تتأثر علاقتها مع الاحتلال بالحرب على غزة، بل إنها تقدم خدمات كبيرة وعلى مستوى من الأهمية لإسرائيل، خصوصاً منذ حظرت القوات اليمنية التابعة لحكومة صنعاء الملاحة على السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وانعكاس ذلك سلبياً على الاقتصاد الإسرائيلي، حيث تسببت العمليات اليمنية بنقص كبير في السلع والاحتياجات الأساسية التي كانت تصل إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر، وهنا برز الدور السعودي المخيب لآمال الفلسطينيين والشعوب العربية بشكل عام، حيث كشفت بيانات تتبع عالمية مغادرة سفينتين إسرائيليتين عملاقتين ميناء جدة السعودي باتجاه ميناء أسدود الإسرائيلي، في إطار مساهمة المملكة في التخفيف من وطأة الحصار البحري اليمني على الاحتلال.

 

ووفقاً لبيانات موقع "مارينا ترافك" المتخصص في تتبع سفن الشحن الدولية، التي رصدها موقع "يمن إيكو"، تبيَّن أن سفينتي الشحن MSC Melissa وMSC Ines المملوكتين لإسرائيليين غادرتا موانئ جدة السعودية متجهتين إلى موانئ أشدود الإسرائيلية.

 

وأظهرت البيانات أن سفينتي الحاويات العملاقتين وصلتا إلى ميناء أسدود، مساء أمس الأربعاء، فيما حاول موقع المارينا ترافك تضليل البيانات، بشأن مغادرة ووصول السفينة إحدى السفينتين.