تفعيل سلاح "مكة" مجددا

خاص – YNP ..

عاودت السعودية ، الاثنين، مجددا لاستحضار مكة في حربها المستمرة على اليمن منذ 7 سنوات ما يشير إلى مدى القلق  من تبعات تطورات جديدة تشهدها المنطقة وتبدو المملكة فيها الطرف الأضعف  في المعادلة، فما ابعاد تصدير مكة للواجهة؟

خلال الساعات الماضية، اطلقت الاستخبارات السعودية    حملة اعلامية واسعة برزت بهشتاقات على مواقع التواصل الاجتماعي  تحت مسمى #مكة_قضيتي، وهذه الحملة تحاول السعودية من خلالها  اشاعة مزاعم تعرض قبلة المسلمين لهجوم صاروخي  من قبل من وصفتهم بـ"الحوثيين"، وذلك عشية اعلان السعودية تعرضها لهجوم جوي واسع  بطائرات مسيرة وصواريخ بالستية ..

ومع أن التدثر السعودي بغطاء الكعبة في حروبها الخاصة، ليست الأولى من نوعها، فقد سبق لها استخدامها في بروباجندا سابقة تتعلق بتبرير الحرب على اليمن وقضايا اخرى ابرزها في خلافاتها الدولية والاقليمية الممتدة لعقود من الزمن بما في ذلك في الخلافات مع واشنطن قبل عقود، الإ أن التوقيت الجديد يحمل عدة ابعاد.

تدرك السعودية قيمة ما تمثله الكعبة خصوصا ومكة بشكل عام لدى العالمين العربي والاسلامي، فهي تحوي قبلة المسلمين ومهد الرسالة المحمدية،  لذا تحريكها  كيافطة لتبرير رغبتها في عدم وقف الحرب على اليمن ورفع الحصار  محاولة لحشد العالمين العربي والاسلامي خلفها من ناحية، ومن ناحية اخرى  تحاول استباق اي  خطوات لإنهاء الحرب والحصار في اليمن بالحفاظ على  تماسكها وصورتها  المسلوبة بفعل جرائم القتل التي اهتزت في الاوساط العربية والاسلامية.

كما أن تزامن الحديث مجددا عن مساعي استهداف مكة   مع سحب القوات الامريكية  لمنظوماتها الدفاعية من السعودية  يشير إلى أن الرياض التي سبق وأن استخدمت مكة في وجه واشنطن تحاول ابتزاز امريكا مجددا  عبر الاستعراض بورقة مكة ..

أيا تكون  اهداف السعودية من تحريك ورقة مكة في هذا التوقيت الذي تمر به بمخاض عسير  بفعل الهزائم  المتكررة  سياسيا وعسكريا، تثبت ردود الافعال على مواقع التواصل الاجتماعي  بآن فزاعة " حماية الكعبة" لم تعد    تنطلي على احد خصوصا في الوقت الذي توغل فيه السعودية بامتهان كرامة المسلمين عبر منعهم من اداء فريضة الحج وللعام الثاني على التوالي في الوقت الذي تقيم فيه حفلات الرقص والغناء في عموم المدن السعودية.