على غرار أفغانستان .. اتجاه للرياض وواشنطن للتخلي عن الحلفاء اليمنيين

YNP - عبدالله محيي الدين :

ردود فعل سياسية ومقارنات كان قوبلت بها سيطرة حركة طالبان على العاصمة الأفغانية كابل، ففيما اعتبرها البعض مؤشرا على تحول في قواعد اللعبة الأمريكية في منطقة أفغانستان وما حولها،

وهو ما اعتبره سياسيون بمثابة تسليم واستلام بين أمريكا ومسلحي طالبان، غير أن الصورة الأكثر وضوحا، هي الموقف الذي وجد نفسه فيه النظام الأفغاني الموالي لأمريكا، بعد أن تخلت عنه الأخيرة، باعتباره بطاقة محروقة، وفرسا كسيحا لا يعول عليه في سباق المرحلة.

 بعد عشرين سنة من دعمها للنظام الذي أنشأته في أفغانستان، نفضت الولايات المتحدة يدها، مفسحة الطريق أمام حركة طالبان للسيطرة على البلاد مجددا، وبذلك يسدل الستار عن الحرب التي استمرت منذ العام 2001 حتى اليوم، والتي كانت مواجهة الإرهاب الذي تمثله حركة طالبان والتنظيم الإرهابي المرتبط بها (تنظيم القاعدة) هي أبرز ذرائعها.

منذ مطلع أغسطس الماضي، شهدت أفغانستان تطورات داراماتيكية على المستوى العسكري، حيث نشط مقاتلو طالبان بالتزامن مع إعلان الإدارة الأمريكية انسحاب القوات الأمريكية والأطلسية من البلاد، بحيث يكتمل هذا الانسحاب بشكل كامل ونهائي أواخر أغسطس الجاري، حيث تحركت قوات طالبان بصورة سريعة مستفيدة من الفراغ الذي تركته القوات الغربية المنسحبة، الأمر الذي أربك قوات النظام الموالي لأمريكا، وسهل مهمة طالبان كثيرا.

تهاوت المناطق الأفغانية سريعا أمام تقدم مقاتلي طالبان، وفي المقابل انكسرت القوات الحكومية وانهارت بشكل سريع، وبدت أقل تماسكا من أن تواجه لأي فترة زمنية مهما كانت قصيرة.

تلك هي الصورة الظاهرة كما تبدو في أفغانستان، غير أن قراءة أعمق لما حدث، يمكن من خلالها الجزم بأن ما تم هو تسليم واستلام بين القوات الأمريكية وطالبان، في صفقة تخلت فيها أمريكا عن حلفائها في الحكومة الأفغانية، لصالح طالبان التي تشير المعطيات إلى دخولها في تحالف مع أمريكا، لا يخرج عن المخطط الأمريكي الجديد في تلك المنطقة، في إطار استراتيجية إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في مواجهة التهديد المستقبلي الذي تمثله القوة الشرقية الناشئة ممثلة في الصين حلفائها، سواء على المستوى الاقتصادي أو العسكري.

وجرى الربط من قبل سياسيين يمنيين بين ما هو حاصل في اليمن وما ينبئ به مستقبل الأوضاع في اليمن، وفي هذا الصدد دعا رئيس حكومة هادي الأسبق خالد محفوظ بحاح الشرعية والاطراف الاخرى في الازمة اليمنية إلى أخذ الدرس مما حدث في أفغانستان، مشيرا في تغريدة له على تويتر إلى أن "الأمر أكثر من عاجل لإصلاح حال الشرعية اليمنية المهترئة، ومعالجة أدوات التحالف الغير مؤتمنة"، حسب تعبيره.

من جهته علق رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، على الأوضاع في أفغانستان، مشيرا إلى تشابه بالنسبة للأجندة الأمريكية بين ما هو حاصل في اليمن وما حدث في أفغانستان، حيث قال عبدالسلام في تغريدة له على تويتر "إن كل احتلال له نهاية طال الوقت أم قصر، وها هي أمريكا تحصد الفشل بعد 20 عاما من احتلالها أفغانستان وعلى دول العدوان أن تعتبر”، في إشارة إلى دول التحالف بقيادة السعودية.