الانهيار الاقتصادي ينذر بـ"ثورة جياع" في المحافظات الجنوبية

YNP - عبدالله محيي الدين :
وسط تنام ملحوظ لحالة السخط الشعبي ضد حكومة هادي والتحالف، باعتبارهم المتسبب بالوضع الاقتصادي والمعيشي الكارثي الذي وصلت إليه البلاد،

تواصل الأوضاع المعيشية تفاقمها في المحافظات الجنوبية، في ظل انهيار اقتصادي وخدمي غير مسبوق، الأمر الذي ضاعف معاناة السكان في هذه المحافظات، وحال دون مقدرة الملاين على توفير المتطلبات المعيشية ﻷسرهم.
وإلى جانب التردي المعيشي، وغلاء الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية نتيجة انهيار سعر صرف العملة أمام العملات الأجنبية، يعيش المواطن متوالية من الأزمات اليومية، يأتي في مقدمتها أزمات الوقود والغاز المنزلي، وأزمات أخرى تتعلق بالجانب الخدمي كانقطاعات الكهرباء لساعات طويلة، وانعدام خدمات النظافة، ومشاكل الصرف الصحي.. وغيرها، الأمر الذي خلق حالة من الاحتقان لدى الشارع الجنوبي، وصاعد من السخط الشعبي ضد حكومة هادي والتحالف.. سيما في ظل استمرار حالة التردي المعيشي والاقتصادي وتسارعها دون أن يلمس المواطن أي مساع جدية من قبل الحكومة والتحالف ﻹيجاد أي حلول أو معالجات توقف ذلك الانهيار أو تحد منه.
وتتنامى حالة السخط والاحتقان تلك التي يعتمل بها الشارع الجنوبي يوما بعد آخر، حيث تترجمها المسيرات والمظاهرات والوقفات الاحتجاجية المتواصلة على مدى الأشهر الماضية من العام الجاري، والتي تندد بفشل حكومة هادي وفسادها وبتخاذل التحالف، بل ودوره في تردي الأوضاع في تلك المحافظات التي طالما تغنّى التحالف بتحريرها وكالَ الوعود ونسج الأحلام الوردية بتحويلها إلى فردوس آخر.
وكانت قد شهدت عدد من المناطق التي يسيطر التحالف وحكومة هادي- أمس الجمعة- احتجاجات شعبية غاضبة، نددت بالأوضاع التي تعيشها البلاد والتي اعتبرت تلك الاحتجاجات كلا من حكومة هادي والتحالف المتسبب في الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعانون منها وحملتهم مسئوليتها.
مدينة مودية في محافظة أبين خرجت الجمعة مظاهرة حاشدة، منددة بفشل الشرعية تجاه وقف الانهيار الاقتصادي وتردي الوضع المعيشي للمواطنين، حيث رفع المتظاهرون شعارات تستنكر عجز الحكومة المدعومة من التحالفً عن معالجة الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.. ورددوا شعارات تتهم التحالف بقيادة السعودية والإمارات بممارسة سياسة التجويع ضد المواطنين بغرض السيطرة على البلاد.
وفي مدينة الحوطة عاصمة محافظة لحج، تظاهر المئات من المواطنين بعد صلاة الجمعة، منددين بحالة اللامبالاة التي تتعامل بها حكومة هادي مع الانهيار الاقتصادي والتردي المعيشي والخدمي، ورددوا شعارات محملة الحكومة والتحالف المسئولية عن انهيار العملة، وانقطاع المرتبات، وغياب الخدمات، ومطالبة برحيل التحالف وحكومة هادي.
وفي مدينة تعز، نفذ المتظاهرون وقفة احتجاجية نددوا خلالها بتخاذل التحالف وحكومة هادي تجاه الانهيار الاقتصادي الحاصل في البلاد، وانهيار سعر صرف الريال اليمني أمام العملات الأجنبية.
الاحتجاجات الشعبية التي تتصاعد يوما بعد آخر، اعتبرت من قبل مراقبين مؤشرا على الوعي الشعبي بحقيقة ما يدور على الساحة اليمنية، من توجهات لمفاقمة الأزمات المعيشية وحصر المواطن في دائرة الفوضى واللادولة، في حين تذهب موارد البلاد وثرواتها إلى حسابات خارج البلاد، وهي بحسب المراقبين سياسة استعمارية تخفي وراءها الكثير من المخططات التي يراد من خلال ذلك صرف الأنظار عنها.
وأضاف المراقبون أن حالة الوعي التي يعكسها السخط الشعبي ضد التحالف وحكومة هادي جراء التدهور الاقتصادي وتردي الأوضاع المعيشية، تكشف عن تغير في الموقف الشعبي تجاه التحالف، وحالة الرفض التي تتبلور ضد التحالف، سيما في تلك المحافظات التي لاقى فيها قبولا في بداية تدخله، مؤكدين أن حركة احتجاجية واسعة مطالبة برحيل التحالف وحكومة هادي لن يطول الوقت حتى انطلاقها في مختلف المحافظات التي تخضع لسيطرتهم.