مراقبون أكدوا أن أبناء المناطق الجنوبية والشرقية التي يسيطر عليها التحالف والشرعية، أصبحوا أكثر وعياً وقناعةً بأن سلطات حكومة هادي التي يسيطر التحالف على قرارها، وضعتهم في مأزق اقتصادي ومعيشي وأمني، نزولاً عند رغبات التحالف الذي يستخدمها أداةً لتنفيذ أجنداته وتحقيق أهدافه ومصالحه، لكنهم الآن أصبحوا على يقين بأن مجيء التحالف لم يكن إلا لتنفيذ أجندات إقليمية ودولية، فقد سيطر على كل مصادر الثروة التي تُعدّ ملكاً لليمنيين فقط ومع ذلك أوصلهم إلى مستويات مرعبة من الفقر والحاجة والانفلات الأمني والانهيار في شتى جوانب حياتهم.
ما يحدث الآن في عدن وحضرموت والمهرة وغالبية مدن الجنوب أشبه بشرارة ثورة جياع حشدت حطبها سياسات التحالف والشرعية، التي استغفلت أبناء الجنوب وحولت حياتهم إلى جحيم لا يُحتمل، والملاحظ أن الاحتجاجات الشعبية المنددة بسياسات التجويع ونهب ثروات البلاد واستئثار التحالف وأعضاء حكومة هادي بها وتوريدها إلى حساباتهم الشخصية؛ ترافق معها مطالبات برحيل القوات الأجنبية من المدن والمواقع الاستراتيجية والموانئ والجزر والمنافذ البرية والمطارات وحقول النفط التي أصبحت لقوى التحالف قواعد عسكرية فيها، مثل منشأة بلحاف في شبوة، وهذا من وجهة نظر المراقبين حراك شعبي لن يتوقف كونه انطلق من وعي وإدراك المواطنين بأن سيادة بلادهم تتعرض للانتهاك من دول التحالف، بمباركة الحكومة التي وصفت بالشرعية لتكون وسيلة تسهيل الخطط ومشاريع الأطماع في ثروات اليمنيين.
رسائل واضحة يوجهها اليمنيون من أبناء المحافظات الجنوبية التي يسيطر عليها التحالف وحكومة هادي، مفادها أنهم أدركوا تماماً الأهداف الحقيقية التي جاء التحالف من أجلها، فمن يسمونهم بالحوثيين لم يعودوا موجودين في تلك المناطق بل لم يكن لهم أي وجود في غالبيتها، ومع ذلك استمر تواجد قوات التحالف، واستمرت الأوضاع بالتدهور في كل جوانب الحياة، وهو الأمر الذي يُعدّه المراقبون ثورة شعبية ضد التحالف الذي لن يستطيع وقفها، بعدما مسَّ الضر كل أبناء المناطق التي يسيطر عليها بدون استثناء.