هروب سعودي جديد من اليمن

خاص – YNP ..

بصورة مفاجئة، القت السعودية بكاهلها المثقل بهزائم سنوات في اليمن على لبنان،  وقد صعدت  ضد   الدولة التي تتعرض لحرب شعواء منذ فترة ، وتسعى  حاليا لعزلها عربيا ، فما ابعاد التصعيد السعودي؟

في وقت متأخر من مساء الجمعة، اصدرت الحكومة السعودية بيان كشفت فيه  طردها للسفير اللبناني واستدعاء سفيرها في بيروت، والمحت لترحيل المغتربين اللبنانيين  بعد وقف الصادرات اللبنانية ، إلى جانب شروعها باتصالات مع دول عربية  وخليجية لقطع العلاقات الدبلوماسية .. هذه الخطوات ليست جديدة على لبنان التي تتعرض لحرب شعواء منذ احتجاز السعودية لرئيس حكومتها سعد الحريري وما تلا ذلك من ادخال البلد  في ازمة  تشكيل حكومة جديدة وصولا إلى عرقلتها واستهداف صادراته الزراعية عبر بث مزاعم تهريب المخدرات ، لكن ما يهم فيها هو فشل السعودية في تسويق المبررات فتارة تعتبرها ردا على تصريحات وزير الاعلام  جورج قرداحي  واخرى بذريعة عدم التزام الدولة اللبنانية  بتنفيذ التزامات وثالثة بحزب الله، مع أنه هذه المرة لم تستطيع الاشارة إلى ايران  واكتفت بالبيان بالحديث عن تسليم لبنان لدولة لا تحب الخير لشعبه وهذا التحول في الخطاب تجاه ايران التي ظلت السعودية تحملها ورزء ما يجرى في لبنان هو نتاج طبيعي للتقارب الاخير والاتفاقيات المبرمة لمنع التصعيد..  

بغض النظر عن رؤية اللبنانيين، خصوصا المتخوفين على مصالحهم مع السعودية، وممن انهالوا على الوزير جورج قرداحي  لرفضه الاعتذار عن اعترافه بالحقائق في اليمن ، ورؤية المطبلين للسعودية ممن يدركون حقيقة الوقائع ويحاولون تغطيتها بفزاعة ايران وحزب الله،  ثمة  معطيات على الارض تؤكد بان السعودية  تستهدف لبنان ليس لأن وزير مسيحي في حكومته انتقد حربها على اليمن ولا لتهريب المخدرات التي يتاجر بها كبار افراد الاسرة المالكة في السعودية اصلا، بل لمواقف لبنان الخارجة عن  وليمة الحرب السعودية في المنطقة وانخراطها في محور المقاومة عن  مصالح الامة  بدء بمقارعة الاحتلال الاسرائيلي وصولا إلى مواجهة الاطماع الامريكية في المنطقة.. ما تريده السعودية من لبنان الان ان تعود إلى بيت الطاعة في الرياض  مع محاولة وزراء في الحكومة هناك بتجاوز الوصاية السعودية وانتقادها، وفوق ذلك ايجاد يافطة جديدة لإدامة الحرب على اليمن بعد استهلاكها ورقة "طهران " التي تستعد لتوقيع اتفاقيات معها، ناهيك عن محاولة السعودية التي تكاد تخرج من حربها الاخيرة في المنطقة بهزيمة قاسية سواء على الصعيد السياسي بفشل مخططها لإخضاع دول كلبنان وسوريا والعراق أو عسكريا كما هو الحال في اليمن  ، للبحث عن انتصار ولو بتجويع اللبنانيين ومفاقمة المعانة في هذا البلد العربي ..