حرب خليجية على لبنان

YNP – خاص :

على الرغم من أن وصف الوزير اللبناني جورج قرداحي للحرب على اليمن بالحرب العبثية ، مجرد تعبير عن رأيه الشخصي ،  جاء في معرض الإجابة على سؤال عن موقفه ، خلال مقابلة أجريت معه في ال 5 من أغسطس 2021م ، قبل تعيينه وزيرا للإعلام اللبناني ، بحسب تصريح الوزير قرداحي نفسه مؤخرا ورفضه للاعتذار  مبرر ذلك بقوله : "أنا لم أخطئ في حق أحد، فلماذا اعتذر وقد كنت واضحا في كلامي ولم أتهجم على أحد".

أعلن النظام السعودي، عن استدعاء سفيره في لبنان، وطلب من سفير لبنان مغادرة الأراضي السعودية إضافة إلى اتخاذه قرار وقف التعامل الاقتصادي مع لبنان ومنع دخول منتجاتها إلى الأراضي السعودية ومنع سفر السعوديين إلى لبنان واصفا تصريحات قرداحي بالافتراءات المزيفة والمسيئة للسعودية وشعبها ومطالبا بإقالته ومحاكمته .

وذكرت وكالة الأنباء السعودية أن تلك الإجراءات التصعيدية ضد لبنان جاءت ردا على تصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي التي قال فيها إن حركة أنصار الله تدافع عن نفسها في وجه اعتداء خارجي.. قبل أن يضيف أن الحرب اليمنية عبثية ويجب أن تتوقف.

بالمقابل أكد حزب الله رفضه القاطع لأي دعوة إلى إقالة الوزير قرداحي أو دفعه إلى الاستقالة، واعتبر هذه الدعوات اعتداء سافراً على لبنان وكرامته وسيادته ، كما أشاد الحزب بالموقف الشجاع والشريف لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي من موقعه الإعلامي والأخلاقي والوطني دفاعاً عن شعب اليمن المظلوم ، ونندد بالحملة الظالمة التي تقودها السعودية والإمارات ومجلس التعاون ضده .

وعلى ذات السياق وصف عدد من السياسيين والمفكرين والباحثين اللبنانيين تصريح قرداحي بالقشة التي يريد بها النظام السعودي قصم ظهر لبنان ضمن أجندة أكبر بكثير من ردة فعل على تصريح لم يكن الوزير قرداحي أول من أطلقه بل سبقه إليه وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اللذان وصفا حرب السعودية على اليمن بالعبثية.

وبالنظر إلى ما أحدثه تصريح قرداحي من زوبعة تداعيات وتباين وتضارب واختلاف في المواقف وفي ردود الأفعال على مستوى الداخل اللبناني والخارج الإقليمي والدولي تبقى الحقيقة التي لا يمكن لذوي الفكر الإنساني والسياسي والإعلامي والعسكري الناضج إنكارها .. هي حقيقة أن النظام السعودي قد وجد في تصريح قرداحي " القديم الجديد " ذريعة لإشعال فتيل حرب الاستهداف الخليجية وتنفيذ مخطط التآمر الإقليمي والدولي على لبنان بشكل عام وحزب الله بشكل خاص.