فوز الناشئين يحول اليمن إلى كرنفال فرائحي.. فما الدلالات؟

YNP -  عبدالله محيي الدين :

احتفالات بهيجة عاشتها المدن اليمنبة شمالا وجنوبا بفوز منتخب الناشئين بكأس بطولة غرب آسيا بعد فوز محقق ومستحق على المنتخب السعودي الذي لعب على أرضه ولكن بين جماهير اليمن الذين غصت بهم مدرجات الملعب المقامة عليه المباراة في مدينة الدمام السعودية.

 إلى الحديث عن جدارة منتخب ناشئينا بالكأس ولا المستوى العالي والأداء المتمبز الذي قدموه والصورة المشرفة التي ظهروا بها في جميع اللقاءات الكروية التي سبقت انتزاعهم الكأس ليلة أمس، وهو حديث الساعة تلرياضية محليا وعربيا،  فإن ما يقتضيه المقام، هو الحديث عن انعكاس هذا الحدث الكروي المبهج على مشاعر عامة الشعب اليمني، وما أحدثه من فرحة لشعب حرم من الفرح طوال سنوات الحرب والمآسي الناجمة عنها.

فاضت مشاعر الشعب اليمتي بالفرح والابتهاج، وتحول ليلهم إلى كرنفال أبدعته اللحظة، دون سابق إعداد، في صنعاء وعدن وتعز وحضرموت وبقية المحافظات، خرج الناس إلى الشوارع والساحات، وتزينت سماء اليمن بالألعاب النارية، وانطلقت الزغاريد والهتافات، المعبرة عن هذه الفرحة في ليلة فريدة من نوعها ابتهاجا وسعادة.

لن تتسع اللغة مهما اسهبت مفرداتها لوصف المشهد الفرائحي، والذي يعكس جملة من الدلالات من خلال استقراء مظاهر الفرح الكبير، لليمن كل اليمن، حيث اتحدت الجماهير اليمنية في عموم المدن على شعار "حيوا اليماني حيوه".

لن يكون من باب تسييس الحدث الكروي الكبير، الحديث عن الأبعاد السياسية لمظاهر الاحتفال اليمني بالفوز، فالمواجهات الكروية لها ميدانها الذي حاز أبطال منتخبنا الفوز فيه، فيما الشارع والجمهور هو من يحمل هذه الفرحة بالدلالات والأبعاد التي تمثل قناعاته ورؤاه، سياسية كانت أو اجتماعية أو غيرها.

الطابع الذي بدت عليه احتفاليات الشعب اليمني في عموم البلاد، انعكس من خلاله الموقف اليمتي من السعودية، حيث قال مراقبون إن الفوز المستحق لمنتخبنا للناشئبن، ما كان لها أن تكون بهذا الزخم الشعبي لو أن الفريق الذي قابله في المباراة النهائية، في إشارة إلى مشاعر الرفض الشعبي للسياسة السعودية في اليمن والحرب التي تقودها منذ سبع سنوات، وما نتج عنها من قتلى وجرحى ونازحين ومشردين، وخراب ودمار وانهيار اقتصادي ومشاريع تمزيق ... إلخ.

واعتبر المراقبون المظاهر الاحتفالية التي أتت بصورة عفوية وخروج الملايين إلى الشوارع واالميادين والساحات وانطلاق الألعاب النارية والأعيرة النارية في الهواء، وترديد الأهازيج والأناشيد الوطنية، بمثابة مقياس للمزاج الشعبي في موقف اليمنيين من السعودية، التي تقف على رأس تحالف الحرب والحصار.

اليمن الكبير والموحد، دلالة أخرى حملتها احتفالات الملايين في عامة المدن اليمنية بهذا الحدث الكروي، حيث كان الحاضر هو علم اليمن كل اليمن، والمردد بالأهازيج هو اسم اليمن، في صورة تليق بهذا الشعب وبمنتخب ناشئيه الذي يمثل اليمن كل اليمن.