بحرية صنعاء تفاجئ التحالف.. و"سريع" يكشف حقيقة "المستشفى الميداني" المزعوم

تقرير: إبراهيم القانص

دشنت القوات البحرية اليمنية العام الجديد 2022م بعملية عسكرية نوعية في المياه الإقليمية اليمنية، تمثلت في القبض على سفينة شحن عسكرية إماراتية في عرض البحر الأحمر ونقلها إلى ميناء الصليف، وحسب المتحدث الرسمي لقوات صنعاء، العميد يحيى سريع، فإن قواته البحرية كانت تراقب وترصد تحركات السفينة العسكرية الإماراتية على مدى الأسابيع الماضية، موضحاً- في بيان بثته قناة المسيرة التابعة للحوثيين- أن السفينة كانت تنقل كميات كبيرة من مختلف الأسلحة، لاستخدامها ضد اليمنيين، حسب تعبيره، مؤكداً أن القوات البحرية التابعة لصنعاء في حالة رصد دائم لجميع الأنشطة العدائية للسفن الحربية النابعة للتحالف، معتبراً ذلك من صميم مهمات القوات البحرية الدفاعية عن المياه الإقليمية اليمنية، وهذا من وجهة نظر مراقبين يُعد مرحلة جديدة في مسارات مواجهة التحالف وميداناً جديداً سيكلف التحالف أثماناً باهظة، حسب المراقبين.

لم يكن التحالف يتوقع أن يسوقه سوء تقديره واستخفافه بالآخر إلى ما تورط فيه منذ أعلن وبدأ حربه على اليمن، ولا يزال عاجزاً عن إدراك سوء تقديره، وها هو يحصد تباعاً نتائج حماقاته العصية على العلاج غير مدرك أن قوات صنعاء أصبحت على هذا القدر من الجاهزية والقدرة فيما يخص جاهزيتها لخوض أي مواجهة بحرية، ويؤكد محللون عسكريون أن صدمة التحالف كبيرة جداً بعد احتجاز قوات صنعاء البحرية سفينة شحن عسكرية إماراتية عرض البحر الأحمر، ويرى المحللون أن قوات صنعاء تفرض معادلة جديدة ستغير الكثير من مسارات المواجهة وموازين المعركة.

وبينما أفسحت قوات الشرعية المجال لسفن التحالف لانتهاك السيادة البحرية اليمنية، وأعطت سفنه وبوارجه وزوارقه الحربية حرية التحرك في المياه الإقليمية اليمنية في نطاق سيطرتها، ونهب الثروات البحرية وجرفها وتدميرها؛ يعلن متحدث قوات صنعاء العميد سريع أن العملية التي نفذتها قواته البحرية ولأول مرة باحتجاز السفينة العسكرية الإماراتية، تعتبر ضمن مهام وواجبات قواته الدينية والوطنية تجاه اليمنيين، متعهداً بحماية وصون السيادة اليمنية على أراضيها ومياهها الإقليمية، وهو الأمر الذي عدَّه مراقبون نقطة فارقة كبيرة بين من يتلقى أوامره وتوجيهاته من قيادة التحالف وبين من يأخذ على عاتقه الوقوف ضد أي تدخل أجنبي في بلاده.

أما الفضيحة التي كشفت استمرار التحالف في السقوط الأخلاقي والإنساني فتمثلت في ادعائه أن السفينة العسكرية الإماراتية كانت تحمل مستشفى ميدانياً لأجل اليمنيين في مناطق سيطرة الشرعية، في وقت كشف متحدث قوات صنعاء في بيانه أن السفينة كانت محملة بمدرعات تابعة للقوات الإماراتية والقوات السعودية، وزوارق حربية وأسلحة وذخائر متعددة الأنواع، وجميعها كانت في طريقها للاستخدام ضد أبناء الشعب اليمني، حسب تعبير متحدث قوات صنعاء، ولا غرابة في ذلك فقد درج التحالف على مثل هذا السلوك منذ بدء عملياته العسكرية على اليمن، وقد تمكن من احتلال مدن وجزر وموانئ ومواقع استراتيجية يمنية كثيرة تحت عناوين إنسانية وإغاثية ولم تعد خافية على أحد، حتى أتباع التحالف أنفسهم أصبحوا يدركونها وغالبيتهم كانوا على علم بها من البداية، لكنهم انجرّوا خلف بريق الأموال السعودية والإماراتية ومصالحهم الشخصية.