هل تنهي مشاركة إسرائيل بمناورات البحر الأحمر حقبة نفوذ السعودية؟

خاص – YNP ..

خلافا لكل مرة  تقيم فيها مناورات سنوية قبالة سواحل اليمن، قرر ت الولايات المتحدة هذه المرة توسيع قاعدة المشاركين  في فعاليات هذه السنة التي انطلقت في البحر الأحمر  على مقربة من الساحل الغربي، والأهم الانخراط الإسرائيلي بصورة كبيرة فيها، فما ابعاد هذه التدريبات  مستقبلا؟

وفقا لحساب القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية  فإن  المناورات ستشارك فيها قوات من 60 دولة  ومنظمة تنشط في البحر الأحمر  وخليج عدن والمحيط الهندي وبحر العرب، وهي منطقة   بحرية تطل اليمن عليها من  جميع الجهات، وتجرى  هذه المناورة على مقربة من الساحل اليمني، وهي الأكبر  من حيث تعداد المشاركين.

هذه المناورات  تأتي في وقت حساس تمر فيه المنطقة في ظل اقتراب  الولايات المتحدة من ابرام اتفاق مع ايران بشأن الملف النووي ، والحراك الدولي والعربي  الذي تقوده قطر وعمان والتحركات بشأن اليمن  وسوريا وليبيا،  ناهيك عن  اقتراب  روسيا والغرب من التصادم في أوكرانيا، وجميعها مؤشرات على مساعي  اطراف دولية  لإعادة رسم  مشهد النفوذ حول العالم وتحديدا في المنطقة العربية   خصوصا اليمن التي تطل على اهم ممرات  الملاحة الدولية حول العالم.

مع أن المناورات تأتي في وقت تشهد فيه  المنطقة تصعيد عسكري غير مسبوق مع  استهداف قوات صنعاء للعمق الامارات  بموازاة الهجمات على السعودية ، وسط مؤشرات على  هجمات اكبر في ظل التهديدات الموجهة لأبوظبي،  ومحاولة إسرائيل الظهور   بصورة المدافع المطلق عن امن الخليج وتصوير بان المخاطر  التي تستهدف الامارات والسعودية تمس امن إسرائيل، الإ أن ابعاد المناورات تشير إلى أن واشنطن التي تسعى كما يقول المسؤولين في صنعاء لعسكرية المياه الإقليمية لليمن،  تحاول الان سحب بساط دول الخليج التي دخلت الحرب قبل 7 سنوات وعينها على سواحل اليمن  الاستراتيجية على خط طريق الحرير الجديد  الذي سيرسم مستقبل الملاحة البحرية حول العالم مع اقتراب استكماله  من قبل الصين، إلى جانب ثرواته النفطية والغاز،  وهذا بالطبع لن يتم في ظل  تمسك السعودية و الامارات ودول أخرى   بنفوذ في هذا البلد الذي طحنته الحرب والحصار على مدى 7 سنوات ،  خصوصا في ظل  المناورات السعودية تارة بتحالف الدول المطلة على البحر الأحمر وأخرى  بعقد تقارب مع طهران الفزاعة للحرب على اليمن،  وهو ما دفع واشنطن التي تستعد لاستراحة محارب في المنطقة  لتوسيع  قاعدة الدول المشاركة  في المناورات الجديدة مع منح إسرائيل سلم القيادة وتغذية الصراع بين الدول الخليجية التي تحاول  الأن  الاستعراض بالدول العربية المفككة والمنهكة بفعل السياسات الخاطئة  لهذه الدول،  خلال اية قمة مقبلة في الجزائر، فالصراع المحتدم في الخليج بالنسبة لواشنطن  هي الوسيلة الوحيدة لإعادة هذه الدول الثرية بالنفط والغاز  والتي بدأت محاولات للخروج من بيت الطاعة عبر اتفاقيات مع المحور الشرقي المعادي لواشنطن،  إلى الحضن الأمريكي ، خصوصا وأن هذه الدول بدأت محاولات للنهوض اقتصاديا   في ظل توفر إمكانيات  في أن تصبح كبديل لأوروبا التي سلخت واشنطن  ربيبتها إسرائيل  توا منها والحقتها بالدول الخليجية..

المناورات التي سبقتها واشنطن بإعلان بدء تسير طلعات جوية  في سماء اليمن ، وحديث وزير دفاعها عن ارسال مزيد من البوارج  إلى المنطقة  بذريعة حماية "امن الدول الخليجية"  هي مؤشر على أن الولايات المتحدة التي ظلت خلال سنوات الحرب  تتلاعب بأمن الخليج وتسيره وفق لأجندة خاصة  تستعد لاستعادة دفة القيادة في المنطقة  على الأقل لدعم  نفوذ إسرائيل التي بدأت التسلل من الاقبية الخلفية باتفاقيات تطبيع مع الدول الخليجية التي تتلاطمها أمواج المخاوف مستقبلا  على امنها  واطماع بتعزيز ثرواتها على حساب الدول التي تعمدت افقارها في المنطقة،  وهو ما قد يفضي في نهاية المطاف لإخماد ما تصفها دول خليجية كـ"السعودية"  بثورة  اقتصادية ويعيدها إلى حقبة برتوكولات "النفط مقابل الحماية".