شبوة .. فصل جديد من الصراع

خاص – YNP ..

يعود الصراع في شبوة ، المحافظة الثرية بالنفط والغاز، وذات الموقع  الاستراتيجي شرقي اليمن، إلى الواجهة مجددا، لكن  هذه المرة  بين حلفاء الأمس، ومن كان ينبغي أن يشكلوا بالنسبة للأمارات قطبي نفوذ شمال وجنوب اليمن، فهل تتمكن ابوظبي   من احتواء الصراع أم انها قررت التخلص من احد اطرافها؟

حالة من الاحتقان والغضب تفجرت في صفوف القوى الجنوبية، المنادية بالانفصال، بعد ساعات فقط على اشهار جناح صالح في المؤتمر بقيادة طارق صالح  لمكتبه السياسي في مدينة عتق، لكن هذا السيل من التهديد والوعيد والانتقادات  لا يبدو بأنه سيتوقف وقد تداعت  اطراف جنوبية أخرى للحاق بقافلة مقارعة نظام صالح هناك بثوبة الجديد متجاوزة حتى المجلس الانتقالي الذي  ارهقه الانقسام بين متماهي  ومعارض ..

حتى الأن يبدو بأن المحافظة التي لم تفوق بعد من صدمة الصراعات  المتتالية على مدى السنوات الماضية من عمر سيطرة التحالف وفصائله عليها، في طريقها لجولة صراع جديدة ، وكل المؤشرات  تؤكد بأن المعركة المرتقبة قد تكون فاصلة، فطارق صالح الذي بدأ التسلل  تحت غطاء العمالقة والقوات المشتركة، وسياسيا تحت ستار تنشيط المؤتمر نسائيا، يواصل استحواذه على مقومات الدولة هناك، ويستعد الأن بعد استكمال مراسيم العودة  وتأمينها عسكريا وامنيا ، لتوجيه الضربة القاضية لخصومه في المجلس الانتقالي مع توقيع سلطة المؤتمر هناك اتفاق مع التحالف يمنح طارق امتياز تأمين شركة بلحاف للغاز المسال، اهم المقومات الاقتصادية لليمن، وهي خطوة قد تصيب الانتقالي الذي كان يطمح بالحصول على موطئ قدم ينقذ معقله المحاصر بالأزمات في عدن  في مقتل..

هذه الخطوة قد تفجر المزيد من الانتقام في محافظة أصبحت كل قواها  تتداعى لمواجهة ما يصفوه بالخطر القادم من خلف الحدود، وتستعد بالفعل لإخراج تظاهرة في عتق، تنديدا بما  يصفوه بالكيانات الشمالية ، إضافة إلى مؤشرات تحالف قوى جنوبية كالحراك وتيار المؤتمر في "الشرعية" والذي يقوده احمد الميسري وسبق له وأن شق المؤتمر وأعاد تسميتها باسم مؤتمر شعب الجنوب.

حتى الأن يبدو بأن طارق الذي توغل في عمق معاقل خصومه شرقا وتحديدا في مأرب وحضرموت والمهرة، يحضا بدعم غير مسبوق من التحالف على الأقل من الإمارات التي تستضيفه على أراضيها، وتضغط بكل ثقلها لكتم انفاس الانتقالي وقياداته حتى على مستوى التغريدات والانتقاد،  والمعطيات الأولية تشير إلى أن طارق اصبح بالنسبة للتحالف المنقذ او بالأحرى "حصان طروادة" في حين يبدو الانتقالي ليس كجندي اخر في رقعة شطرنج التحالف شأنه في لك شأن الإصلاح الذي استنزفت قواه خلال الحرب واصبح الان يبحث  عن موطئ قدم في كنف "الشرعية" الجديدة التي يتوقع ان يتولى قيادته جناح صالح.