ما الذي سيمثله المجلس "الرمزي" الجديد أكثر من كونه صورة لهزيمة التحالف؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

بغض النظر عن ما حدث من ترتيبات عاجلة في "مشاورات الرياض"، والتي أفضت إلى إعلان مجلس رئاسي ؛ إلا أن ما حدث هو طي التحالف لسنوات المهزلة المسماة "شرعية"، بغير أسف وخلعها على مأدبة فطور الملك.

لم تكلف السعودية نفسها في تأدية مراسيم العزاء لشرعية أنهت صلاحياتها منذ أيامها الأولى، خلال حفلة متواضعة جمعت رموز الأدوات ضمن نقاشات خاوية، وبيانات مكتوبة ومجدولة مسبقا في الديوان الملكي، لكن المشهد يختصر عزاءا طويلا يرثي هزائم قوى التحالف وفصائله الممتدة من صحاري مأرب إلى صحاري نجران.

لن نتطرق للحديث عن تفاصيل اللحظات الأخيرة في عهد هادي ونائبه، وكيف تمت عملية انتقاله من الأجنحة الملكية إلى الغرف التقليدية في فنادق الرياض، كما وصفها سكرتيره الإعلامي الخاص، والذي أكد بصريح العبارة أن هادي لم يكن يعلم شيئا عن تسليمه سلطة، وكذلك أعضاء المجلس الرئاسي وجميع المشاركين في مؤتمر الرياض، فهي تفاصيل باتت معروفة، وفاضحة ومسيئة لجميع المتشدقين بهادي وحاشيته في الوقت ذاته.

أما بخصوص المجلس الرئاسي الجديد، فإن المؤشرات الأولية تؤكد أنه لن يكون سوى مجلسا ديكوريا ومؤقتا، تتستر السعودية ومن معها خلفه، حتى تتوصل إلى حلول نهائية للخروج من المستنقع اليمني، وهذا ما تكشفه المفاوضات والمبادرات التي تجريها الرياض مع صنعاء وجها لوجه، وبمعزل عن أدواتها السابقة والجديدة، بإعتبارها قائدة لتحالف الحرب على اليمن، وبإعتبار صنعاء القوة الأقوى والأجدر بخوض الحوار معها.

الحديث عن إمكانية عودة المجلس الرئاسي الجديد إلى عدن، قد تكون غير واردة، بحسابات الواقع والمنطق، وعلى رأسها عدم وجود أي أرضية حقيقية للمجلس الذي يضم مختلف التناقضات بين فصائل التحالف، ناهيك أنه لا مأمن لأعضاء المجلس ورئيسه من البقاء في أيا من المحافظات الجنوبية، في ظل تصاعد حالة الغليان الشعبية المطالبة بطرد التحالف وفصائله بمختلف أشكالها، وسط إستمرار إنهيار الأوضاع الأمنية والإقتصادية للمواطنين.

بطبيعة الحال، فإنه لا حديث عن أدوات سابقة أو جديدة للتحالف، فكلا الأدوات هي ذاتها، التي خاض بها التحالف مسلسل الهزيمة المتواصل مع أكثر من 17 دولة مشاركة في التحالف، طوال السبع السنوات الماضية، لذلك من الطبيعي أن لا يحقق المجلس الجديد أي شيء يذكر، والأصح أنه لن يكون مطلوبا منه فعل شيء أكثر من كونه ستارا لإنسحاب التحالف خلال الفترة المقبلة، في حين أن الهزيمة العسكرية لا تنتج أي شكل من أشكال النصر السياسي.

على أية حال، فإن قوى التحالف السعودي باتت تدرك أن أي محاولات للهروب من الهزيمة في اليمن غير مجدية، بعد سبع سنوات من الحرب والفشل الذريع، غير أن الإستمرار في الحرب والحصار سيضاعف كلفة تلك الهزيمة، لذلك فمن الطبيعي أن تسارع تلك القوى للخروج من البلاد بحسب مطالب وشروط صنعاء، وهو ما قد تظهره الأيام المقبلة، أما بخصوص مستقبل المجلس الرئاسي فمصيره معروف لن يكون مختلفا عن هادي ومحسن ومن معهما، حيث تم نزع السلطة عنهما أمام أعينهم، ووضعهما تحت الإقامة الجبرية !.