مع فشله خارجيا.. الرئاسي إلى أين في ظل "هشاشته" داخليا؟!

YNP _ حلمي الكمالي :

على مدى ثلاثة أشهر منذ إعلان قوى التحالف مجلسها الرئاسي الجديد في العاصمة السعودية الرياض، لم ينجح هذا التحالف في تثبيت أي سيطرة حقيقية لمجلسه الذي يتهاوى تحت طائلة الصراعات البينية بين فصائله المتناحرة من جهة، وتصاعد حالة الغليان الشعبية الرافضة لسياساته ووجوده من جهة أخرى.

ولكن هذا الفشل والعجز ليس وحده من يثير تساؤلات وسخط الشارع اليمني، بل أن ما يدور اليوم في بال الكثيرين، يتمثل حول "شرعية" هذا المجلس وحجم الإعتراف به دوليا، خصوصا في ظل ضبابية الموقف الدولي من هذا المجلس الذي لم يجد حتى اللحظة مترا واحدا آمنا في اليمن ليمارس مهامه.

خلال تسعين يوميا من إعلان المجلس الرئاسي، لم نرى أي دولة عربية أو غربية قدمت اعترافها بالعلن بهذا المجلس، بما فيها دول الإتحاد الأوروبي، بخلاف الترحيب بعزل "شرعية" هادي، حتى أن الولايات المتحدة الأمريكية نفسها، أبرز القوى الغربية المساندة للتحالف؛ لم تبادر في تلميع المجلس أو تسويقه في المحافل الدولية كما جرت العادة مع أي سلطة موالية لها.

ما يمكن ملاحظته، هو الفتور الكبير في الموقف الدولي خلال الآونة الأخيرة، تجاه المجلس الرئاسي، بل وتجاه التحالف السعودي الإماراتي وحربهما التي تدخل عامها الثامن دون تحقيق أي نصر حقيقي أو إستراتيجي، عقب دعم المجتمع الدولي الغير مسبوق، والذي يبدو أنه بدأ يفقد الثقة نهائيا بهذا التحالف، ويبحث عن مخرج سريع للقوى الغربية المساندة للتحالف في ظل ما جسدته من دور صارخ لمعنى "الفضيحة الأممية".

هذا ما بدى واضحا من خلال جولة العليمي الخليجية، وفشله في الحصول على أي نوع من أنواع الدعم لتثبيت سيطرته، وقد رأينا ذلك جليا عندما رفضت الكويت تسليم مجلس العليمي فلسا واحدا من منحها المالية اليمن، مشترطة إرسال مندوبا كويتيا للإشراف على الدعم، ناهيك عن الطريقة "المهينة" التي تعامل بها الأمير القطري، مع رئيس وأعضاء المجلس الرئاسي، والذي كلف أحد وزرائه لإستقبالهم في مطار الدوحة.

لا شك أن الجولة الأولى الفاشلة لمجلس العليمي، ستكون الأخيرة، بعد أن حط الرحال في العاصمة السعودية مجددا، حاملا معه أدوات الخيبة والخذلان، بالتزامن مع خشيته من العودة إلى مدينة عدن، التي تنتفض تحت شرارة الجوع والفقر وغياب الخدمات الحكومية وارتفاع الأسعار وانقطاع المرتبات من جهة، وصراع الفصائل المتناحرة من جهة أخرى.

من الطبيعي، أن يكون هناك امتعاض كبير أوساط المجتمع الدولي، بخصوص وضع التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، فالحرب التي ساندتها القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل وفرنسا، لم تعد تجلب سوى العار والهزيمة، ناهيك عن ما تراكمه من أعباء إنسانية صارخة، في ظل إستمرار قوى التحالف فرض حصار خانق على الشعب اليمني، بمشاركة أممية ودولية فاضحة.

كل هذه الخيبة لن تقفز بعجلة الزمن إلى الأمام بالنسبة للتحالف ومجلسه الرئاسي وفصائلهما، غير أن ملعب التحالف السعودي الإماراتي الذي يتهاوى بشكل كبير خلال الآونة الأخيرة، تزامنا مع توسع التناقضات البينية داخل أروقة فصائله المتناحرة، وعجزه عن تثبيت مجلسه الجديد على أرض الواقع في ظل الصراعات بين أعضائه؛ قد تنهي هذا العبث إلى الأبد، في ظل تنامي قوة صنعاء واستقرار مناطق سيطرتها على الرغم من استمرار التحالف بتشديد الحصار وفرض سياسات التجويع والمؤامرات.