لماذا فشلت القوى المحلية بحسم ملف حضرموت ؟

خاص – YNP ..

 المزيد من الغموض يكتنف مصير محافظة حضرموت، شرقي اليمن ، وقد استدعت كافة قوى الصراع هناك  اوراقها السياسية دون حسم  للملف الاهم، فإلى اين تتجه المحافظة الثرية بالنفط والغاز وذي الموقع الاستراتيجي؟

على مدى اسبوع، شهدت المحافظة الاهم في الملف اليمني،  استعراضات شعبية  على  شكل فعاليات مختلفة بدأها الاصلاح وقوى حضرموت متمسكة بدولة الحضارم  في سيئون، ليرد عليها المجلس الانتقالي  بتظاهرة الجمعة ومعه قوى حضرمية ايضا تنادي بجنوبية المحافظة، ليستمر مسلسل الاستعراض هذا بفعالية لقبائل الحموم احد اهم قبائل ساحل حضرموت..

كان يفترض بالإصلاح ان  يحسم الامر بإعلان  حضرموت دولة ، كما يزعم القيادي في الحزب  صلاح باتيس،  وكان  حري بالانتقالي الذي  وسم فعالية الجمعة بـ" الحسم" أن يفرض واقع جديد بالزحف على المنطقة العسكرية الاولى كما وعد انصاره، لكن شيء من هذا القبيل لم يحدث .. وبغض النظر عن القوى الحضرمية المنقسمة والتي تتهم بالاختراق من قبل القوى اليمنية سوى شمالا وجنوبا،  بدأت اطراف الصراع المحلية والموالية للتحالف البحث عن خيارات جديدة، فالإصلاح الذي لطالما تفرد بالسلطة   خلال السنوات الماضية ومعروف بسرية تحركاته بدأ هذه المرة اكثر انفتاح بعدما اصبح  قاب قوسين من الضياع، ويسارع حاليا للدفع نحو حوار حضرمي – حضرمي ينهي طموح الانتقالي بالحصول على موطئ قدم هناك وفي الكفة الاخرى يعرض مفاوضات مع الانتقالي لتحييد القوى الحضرمية الرافضة لتبعية حضرموت ، وهذا التناقض يبديه الانتقالي ذاته الذي  يطالب بانفصال الجنوب ويستكثر على الحضارم اعلان دولتهم مع انها  اقدم من دولة الجنوب المزعومة لدى الانتقالي،  وقد  غلب الطابع المناطقي على مفاوضاته مع الحضارم وفضل الحاشية المحصورة في يافع والضالع على  حضرموت ، ولم يتبقى لديه سوى الحل العسكري وهو  خيار يبدو اكثر من مستحيلا في ظل المطالب بطرد اخر الويته من المكلا.

فشل القوى  المحلية  المتصارعة في حسم ملف حضرموت لا يتعلق بغياب حاضنتها الشعبية ولا تحالفاتها القبلية والاجتماعية بل  يرتبط اكثر بالخيار الذي سيقرره  الرعاة الاقليمين والدوليين للمحافظة التي سبق لعضو المجلس الرئاسي فرج البحسني وأن اعترف بانها بمثابة  حقل نفط وثروة للغرب وامريكا، وذلك الخيار لم ينضج بعد.