تفكك التحالف في اليمن أم محاولة لعب ادوار ؟ - تقرير

خاص – YNP ..

مجددا يعود السباق السعودي- الإماراتي إلى صدارة المشهد في اليمن، مسنودا هذه المرة بدور لقطر، فهل قررت السعودية فك تحالفها مع الإمارات أم محاولة كل طرف لعب دور خاص به في الخطة؟

خلال قمم الرئيس الصيني في الرياض، كانت الإمارات ، رغم احتفاظها بعلاقة كبيرة مع بكين، الطرف الغائب من بين كل الدول العربية والخليجية وقد قلصت تمثيلها إلى ما دون وزير، حتى وصل الأمر  بالإعلام السعودي لوصف ممثليها  بالأضعف بين الدول وقطع التلفزيون السعودية كلمة رئيس الوفد..

المقاطعة الاماراتية للقمم التي تحاول السعودية من خلالها العودة إلى صدارة المشهد العالمي بعد تقلص نفوذها بفعل هزائم الحرب على اليمن وقضية خاشقجي وحقوق الانسان،  لا تستهدف الصين التي تنامى نفوذها في الامارات وصولا إلى اتفاقية انشاء قاعدة عسكرية اثارت حفيظة واشنطن،  بل تستهدف السعودية التي حاولت الامارات  استغلال  فجوة انزلاقها في مستنقع الحرب على اليمن لتصدير نفسها كقوة  عظمى في المنطقة ، وهي ضمن  سباق برز  خلال الفترة الماضية وتمحور حول  عدة ملفات اقليمية ودولية ابرزها اليمن ، حيث عادت الخلافات لتطفؤوا إلى السطح بعد فترة وجيزة من الهدوء..

هذه التباينات تبرز جليا حاليا بمحاولة الامارات  اخضاع المجلس الرئاسي لسلطتها بعد نجاحها بشراء ولاءات خصومها داخله واخرهم سلطان العرادة وعبد الله العليمي المحسوبان على الاصلاح بعد ما اقنعت السعودية  بضرورة منحها ادارة سلطة  المجلس، وشروعها بعقد اتفاقيات مع قياداته مقابل مبالغ زهيدة منها  اعلان 300 مليون دولار كوديعة لدعم الرئاسي ، اخرها  اتفاقية التعاون الامني والعسكري ومكافحة الارهاب التي ستعزز  وصاية الامارات على جزر وممرات يمنية مهمة  وتعزز نفوذها على محافظات نفطية  خلال العقود المقبلة  وهي خطوة بدأت تثير حساسية الرياض   وقد وصلت الحرب إلى بابها مع دفع الامارات بالرئاسي إلى طرق ملف حضرموت التي تحاول السعودية ابقائها بعيدا عن اعين  الحلفاء وبما يمنحها  وصاية خاصة مستقبلا يضم المنطقة الممتدة إلى الحدود اليمنية مع سلطنة عمان.

ومع أن السعودية التي نجحت الامارات بإقناعها بفك ارتباطها بحلفائها التقليدين ابرزهم الاصلاح،  صحت على واقع جديد  في مناطق سيطرتها جنوب وشرق وغرب اليمن عنوانه نفوذ اماراتي منقطع النظير ، تحاول الان  استعادة جزء منه  حيث تدفع لإعادة انعاش حلفائها في حزب الاصلاح والقبائل الاخرى  مع قرارها تحرير علي محسن ما يعرف بالصندوق الاسود  لها بحكم علاقته التاريخية لعقود من الزمن ، ومنح قطر دور بارز لمواجهة نفوذ الامارات  عبر تحريكها لما يعرف بـ"خلية قطر " او ما يسمى بـ"مجلس الانقاذ" المدعوم من الدوحة.  

خلال السنوات الماضية من عمر الحرب على  اليمن والتي تصل إلى 8 سنوات  وتقوده السعودية، عصفت الكثير من الخلافات  بالتحالف مع الامارات، حتى وصل الأمر إلى قتل قائد القوات السعودية في سقطرى داخل حمام المطار، ودفع ابوظبي باتباعها في المجلس الانتقالي للتمرد على السعودية ، لكن هذه المرة يبدو بان الطرفان يخوضان معركة  كسر عظم  خصوصا مع عودة الدوحة إلى  قطيع الحرب ومحاولتها اللعب ضد خصمها اللدود في الوقت بدل الضائع.