الأطراف الموالية للتحالف.. أدوار مرحلية ضمن مسلسل اللعب على المتناقضات

 YNP /  خاص  -

من عبدربه إلى الإصلاح إلى الانتقالي، إلى مجلس العليمي، تلعب السعودية والإمارات وفق استراتيجية استغلال المتناقضات التي تمثلها كل الأطراف التي انساقت وراء الدولتين في حربهما في اليمن، حيث تسعى كل من الرياض وأبوظبي لتسخير تلك الأطراف المتباينة في الأجندات والمتصارعة فيما بينها، لتحقيق أهدافهما في السيطرة على اليمن،

وبالأخص على منابع الثروات شرق البلاد، وكذا المياه الإقليمية التي تمر عبرها الملاحة الدولية، بما في ذلك السواحل والجزر، المتحكمة بطرق الملاحة، وعلى رأسها منطقة باب المندب وجزيرة سقطرى وسواحل محافظتي حضرموت والمهرة.

ورغم انكشاف المشروع السعودي الإماراتي، والذي يعد جزءا لا يتجزأ من المشروع الأمريكي البريطاني في المنطقة، كون الدولتين تعملان كوكيل للقوى الغربية التي تعد صاحب المشروع، ومن سعى لتنفيذه منذ عقود، حيث تحتشد القوات البحرية الغربية في محيط منطقة باب المندب وفي البحر العربي وخليج عدن منذ أكثر من 20 عاما.

ومع استمرار الحرب في اليمن كثفت القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة تحركاتها العسكرية في المنطقة وعززت قواتها المتواجدة، وعملت على تشكيل التحالفات الإقليمية التي تضمن لها السيطرة الفعلية في المنطقة العربية، وخاصة منطقة البحر الأحمر والبحر العربي وخليج عدن، بالإضافة إلى سيطرتها العسكرية على مياه الخليج العربي، من خلال قواعدها العسكرية في بعض دول الخليج، وأساطيلها البحرية هناك.

ومع كل تقدم تحققه السعودية والإمارات في طريق تنفيذ المشروع الرامي إلى ترسيخ السيطرة على مناطق الأطماع في البلاد، وتمزيق اللحمة الوطنية بما يسهل تنفيذ ذلك المشروع، تتجه كلا الدولتين إلى تحجيم وإقصاء القوى التي اعتمدت عليه في المراحل السابقة، واستبدالها بقوى جديدة، وهو ما حدث مع حزب الإصلاح أولا ثم شرعية هادي التي جاء التدخل تحت مزاعم دعمها، ومن بعدها قوات الانتقالي التي أنشأتها ودعمتها الإمارات بضوء أخضر سعودي، في إطار مسلسل اللعب على المتناقضات.

وكما أزاح التحالف السعودي الإماراتي حزب الإصلاح وقوض نفوذه في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، ومن بعده طوى صفحة شرعية هادي، عاد التحالف ليفكك المجلس الانتقالي الذي لطالما سعى لإثبات ولائه للخارج أكثر من أي طرف آخر، غير أن ذلك لم يشفع له لدى التحالف، الذي له حساباته الخاصة في التعامل مع كل طرف من الأطراف التي انساقت وراء أجنداته.

وبالنظر إلى الطريقة التي يتعامل بها التحالف مع تلك القوى التي سبق وأن دعمها وصدرها إلى المشهد بشكل يثير الكثير من الشكوك والريبة، فإن الحقيقة التي تتجسد واقعا هي أن كلا من السعودية والإمارات ستمضيان في تلك الاستراتيجية، وهو ما يعني أن على القوى التي تتلقى الدعم من التحالف اليوم، الاستعداد لمصير مشابه لجميع القوى التي سبقتها، إذ أن إسقاطها من حسابات التحالف موقوت بالمرحلة ومرهون بمصالح التحالف من ورائها.