التحالف يسبق الموالين له إلى التقارب مع صنعاء وفق بوصلة مصالحه

YNP /  إبراهيم القانص -

مرحلة جديدة في مسار الحرب التي تقودها السعودية على اليمن، تتشكل ملامحها بحسب معايير القوة وما نتج عنها من حتمية تغير المعادلات التي فرضتها صنعاء عسكرياً وسياسياً، الأمر الذي يضع المكونات الموالية للتحالف رهناً لقوائم تعدها الاستخبارات السعودية والإماراتية لفرز تلك المكونات وتقرير مصيرها ومآلاتها حسب بوصلة مصالح الدولتين الخليجيتين،

وهي اللحظة التي ستستيقظ فيها تلك المكونات من الوهم والأحلام الوردية التي ظلت تغط فيها منذ ثماني سنوات، وها هي تصحو على واقع مؤلم هو أن التحالف استخدمها وبدأ يستغني عن خدماتها تباعاً، وحين فرضت عليه المرحلة مساراً جديداً وجد أن من مصلحته الاتجاه إلى التفاوض مع سلطات صنعاء واضعاً كل أدواته المحلية في سلة مهملاته.

 

مصادر إعلامية، ذكرت أن الاستخبارات السعودية وضعت قائمة سوداء تضم شخصيات يمنية شاركت في مؤتمر واشنطن، خلال الأيام القليلة الماضية، مطلقةً عليهم صفة "المتحوثين"، وعدداً من الناشطين وقيادات الأحزاب، تمهيداً لملاحقتهم، ويأتي الإجراء السعودي على خلفية مخاوف الرياض من التأثير على مساعيها للتقارب مع سلطات صنعاء، حسب المصادر.

 

أما الولايات المتحدة الأمريكية، التي ساءت علاقاتها مؤخراً مع السعودية، فقد حاولت التصعيد ضد التقارب المحتمل بين صنعاء والرياض، خصوصاً مع وصول وفد عماني وآخر سعودي إلى صنعاء، خوفاً من فقدان نفوذها في اليمن، والذي عززه التحالف نفسه خلال السنوات الماضية، لكن تصعيدها كان مثاراً للسخرية كونه حاول إحياء الأسطوانة المشروخة التي لم تعد ذات جدوى، وتتمثل في مزاعم البحرية الأمريكية ضبط كمية من بنادق "كلاشينكوف" على متن سفينة كانت آتية من إيران باتجاه اليمن، وكان سبب السخرية من بيان البحرية الأمريكية هو أن اليمن لديه فائض كبير من تلك الأسلحة التي يعد اعتمارها وحملها عادة متأصلة لدى أبنائه، بل وأصبح يصنعها محلياً خصوصاً في مناطق سلطات صنعاء.

 

المكونات اليمنية الموالية للتحالف، أصبحت في موقف محرج للغاية، وتسودها حالة من الغضب والسخط الكبير على دول التحالف، إذ أحست باقتراب تخلي التحالف عنها بشكل نهائي، فدوله الآن تتفاوض مع سلطات صنعاء، بينما وضعت كل تلك القوى المحلية على هامش المسار التفاوضي ولم تتجاوز قيمتها مستوى الأدوات التي استخدمت وانتهت خدماتها، فلا هي تجرأت على فك ارتباطها مع التحالف واستباقه إلى التصالح مع صنعاء، ولا هي قادرة على استيعاب تداعيات انتظارها حتى تتجلل بالعار إذا ما تم الاتفاق بين التحالف وصنعاء في وقت تُجبر على البقاء في هامش الإقصاء، حتى أن فرصها ستكون ضئيلة فيما إذا حاولت التصالح مع صنعاء وقد فرطت في كل شيء إرضاء للتحالف، خصوصاً أن الحوارات والتفاوضات تُبنى الآن على شروط صنعاء كقوة لم يعد بالإمكان إلا الرضوخ لشروطها والمضيّ حسب مطالبها، كحتمية فرضتها وعززتها عوامل القوة والاستقلالية بعيداً عن أيِّ ارتهان أو وصاية.