من هو اليمني الذي تقرأ فضائيات العالم نشراتها بعينيه؟

 

YNP: مارش الحسام

عندما يتعلق الأمر بالاختراعات والابتكارات، يأتي اسم المهندس محمد العفيفي، عميد المخترعين اليمنيين، على رأس القائمة.

يعرف العفيفي بلقب "أديسون اليمن"، وذلك بسبب إسهاماته الهامة في مجال الاختراعات التكنولوجية.

أبرز وأشهر اختراع للعفيفي هو جهاز "الأوتوكيو"، والذي يُعَدُّ أول جهاز في العالم لقراءة النشرات الإخبارية وتستخدمه جميع القنوات الفضائية حول العالم.

يمتلك العفيفي ما يقرب من 31 اختراعًا، ولكنه لم يتمكن من تسجيل سوى 4 براءات اختراع فقط. وتشمل اختراعاته عددًا من الابتكارات التي لا مثيل لها في العالم.

و للأسف، تعرضت بعض اختراعاته للسرقة من قبل شركات أجنبية، من بين هذه الاختراعات جهاز التعرف على الروائح من خلال التلفاز وغيرها من الاختراعات الفريدة.

أجرت "البوابة الاخبارية اليمنية YNP" لقاءً مع المخترع العفيفي لمناقشة إسهاماته وتحدياته.

وفي اللقاء، تحدث العفيفي عن جهاز "الأوتوكيو"، والذي يعد أول اختراع له قبل أكثر من 45 عامًا.

ويضيف:" كان هذا أول اختراع لي قبل اكثر من 45 سنة، أي في السبعينيات وذلك أثناء دراستي في سويسرا، نلت براءة اختراع أول جهاز في العالم لقراءة نشرات الأخبار، والآن كل الفضائيات على مستوى العالم تقوم بقراءة النشرات عبر هذا البرنامج".

حاليا يواجه العفيفي صعوبة في تسجيل براءات اختراع لمعظم اختراعاته. ويشير إلى أنه من الصعب تسجيل الاختراعات بسبب نقص الدعم المادي من الدولة، وعدم قدرته على تسويق اختراعاته.

لذات السبب لم يستطع العفيفي أن يحمي اخترعاته من السرقة وبعض اختراعاته تم سرقتها واخرى فقد براءاته اختراعها دون ان يتمكن من تسجيلها باسمه.

ومنها جهاز إخراج الروائح من خلال التلفاز والذي تمت سرقته من قبل شركتين يابانية وكورية، وجهاز الحماية من أشعة الكاثود.

الكاثود

يقول العفيفي:"جهاز الحماية من أشعة الكاثود المنبعثة من التلفاز تمت سرقته مني قي السبعينيات، كان بوسعي أن أسجل الاختراع باسمي، لكن ما أعاق ذلك أن اليمن لم يكن آنذاك عضواً في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، ولم يكن الحل سوى أن أسجل الاختراع باسمي شخصيا مقابل 5500 دولار أمريكي، والوضع المادي كان صعباً، وطلبت من الدولة أن تتعاون معي وقمت بمراسلة وزير الإعلام الذي بدوره قام برفع مذكرة إلى رئاسة الوزراء، وهناك وبعد شهر من المراوحة وضعوني في مسألة أخلاقية، وقالوا لي من المستحق الحقيقي لمبلغ الـ5500 دولار، هل نعطيها لك لتسجل بها اختراعك أو نعطيها لمريض مصاب بالسرطان أو الفشل الكلوي، وعندها أحسست بطعنة، ولم أستطع أن أقول اعطوني المبلغ، وقلت لهم: الأولوية للمريض، ولو كنت استلمت المبلغ وسجلت اختراعي كنت سأبيعه بمبالغ خيالية سأتمكن بها من معالجة آلاف المرضى وليس مريضاً واحداً.)

كما تعرضت بعض اختراعاته أيضًا للسرقة من قبل شركات في اليابان وكوريا، ومن بين هذه الاختراعات جهاز التعرف على الروائح من خلال التلفاز وجهاز الحد من التدخين لمشاهدي برامج التلفاز.

يقول :"منذ 25 سنة وأنا أعمل وأبحث عن طريقة إرسال الروائح عبر المرئيات والسمعيات، حتى تمكنت من إرسالها عبر الصوتيات بشكل كامل عبر التلفزيون.

فمثلا، إذا كان في البرنامج التلفزيوني يأكلون سمكاً تشم رائحة السمك، وإذا رشوا عطوراً فالمشاهد يشم رائحة العطر. وقد اخترعت جهاز التعرف على الروائح تقريبا عام 2000، وتمت سرقته مني في دبي من قبل شركتين، إحداهما يابانية والأخرى كورية، غير أنهما لم تتمكنا من استكمال المشروع لأن الجهاز كان معي في صنعاء".

ويتابع ":وجهت لي دعوة للمشاركة في أحد المعارض الخاصة بالاختراعات الابتكارية في مدينة دبي، وحينها تمت استضافتي على إحدى القنوات الفضائية في مقابلة للحديث عن مشروعي الابتكاري، فقامت شركات كبرى بالتقاط الفكرة وبدأت العمل عليها مباشرة، وبعد 6 سنوات من المقابلة سمعت خبرا عن إدخال ميزة التعرف على الروائح عبر التلفاز من قبل شركة يابانية، ولكن لم يستطيعوا إكمال المشروع ومعرفة على أي أساس بني هذه الاختراع، وبعدها حاولوا التواصل معي لكني رفضت وفضلت أن أحتفظ بالجهاز في صنعاء".

سرقة روسية لاختراع: اللوحة الإعلانية الضوئية

كما تعرض المخترع العفيقي لسرقة اختراعه الفريد من نوعه، حيث تم سرقة الفكرة النظرية وتطويرها من قبل شركة روسيا.

ويؤكد عميد المخترعين اليمنيين،  أنه قام بابتكار اللوحة الإعلانية الضوئية قبل اكثر من 13 سنة، وحصل على شهادة براءة اختراع لهذا الاختراع. ومع ذلك، اكتشف أن شركة روسية قامت بتوسيع الفكرة وتطويرها عبر الأقمار الاصطناعية.

وبحسب العفيفي، تتميز اللوحة الإعلانية الضوئية بأنها أسلوب جديد وغير مسبوق في تاريخ اليمن والعالم، حيث يتم عرض إعلانات ضوئية في السماء فوق العواصم التجارية والسياسية.

وتتمثل آلية عمل اللوحة في إنشاء مساحة ضوئية تصل إلى 180 مترًا في الجو، وتعلو بارتفاع 4 كيلومترات عن الأرض.

ويتم استخدام هذه اللوحة لغرض التوعية الجماهيرية والإعلانات التجارية.

رفضت عرضاً سويسرياً

كثير من العقول اليمنية هاجرت أو تم استقطابها من دول خارجية، توالت العروض الخارجية على المخترع اليمني محمد العفيفي من عدة دول  للعمل لديها وهو ما رفضه أديسون اليمن مفضلا البقاء في بلده على الهجرة.

يقول عميد المخترعين اليمنيين:" الحمد لله أنا سعيد في بلدي، وسبق أن عرض عليَّ أكثر من مرة، وأول عرض تلقيته كان من سويسرا وأعطوني عقد عمل ورفضت الفكرة، وتوالت العروض بعدها من دول أخرى، ورفضت، فأنا سعيد في بلدي".

---صاحب الاختراع في الدول الغربية يجني المال والثراء، بينما في اليمن يجني التعاسة، بحسب العفيفي.

والذي أضاف قائلا": هناك مخترعون يمنيون باعوا بيوتهم، وهناك من صرف كل مدخراته من أجل تحقيق حلم في رأسه، وبعضهم لا يملك القدرة على تحقيقه، وتظل الفكرة في رأسه، ولكن ما باليد حيلة.

ويتابع": أنفقت أموالاً طائلة كانت كفيلة أن تعيش أسرتي عشية أمراء، ولكني سخرت هذه الأموال للاختراعات".

------‐--------

محمد على العفيفي.

ـ من مواليد 1949عزلة هجرة بني العباس بمديرية ثلاء محافظة عمران.

ـ خريج معهد الدراسات العالية بدولة الكويت 1974 في مجال إصلاح الأجهزة الإلكترونية المرئية والمسموعة.

ـ حاصل على شهادة في مجال هندسة الاستوديوهات المرئية بكلية ماركوني في بريطانيا 1979، وبعدها سافر للدراسة في نفس المجال في سويسرا وألمانيا.

ـ عميد المخترعين اليمنيين، وملقب بـ»أديسون اليمن».

ـ يعمل حاليا أستاذاً مساعداً في كلية الهندسة بجامعة صنعاء.