اتهام غريب يوجهه مندوب إسرائيل في مجلس الأمن للحوثيين !

YNP /  إبراهيم القانص -

عقد مجلس الأمن الدولي جلسة خاصة، أمس الأربعاء، بشأن الهجمات اليمنية في البحر الأحمر، وخلال الجلسة كان طرح مندوب الولايات المتحدة الأمريكية أشبه بتوجيه للمجلس بأن يتخذ قراراً بالتصعيد ضد اليمن، ربما لأن شبح الفشل يلاحق واشنطن في المنطقة وتخشى أن تفقد هيمنتها، خصوصاً أنها أخفقت في حماية السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.

 

مندوب الولايات المتحدة استخدم لهجة تحريضية ضد اليمن، حيث ذكّر المجلس بأنه أهاب بالحوثيين ضرورة التوقف عن شن هجمات على السفن في البحر الأحمر.

 

واصطف إلى جانب الولايات المتحدة حلفاؤها الرئيسون بالمطالبة بالتصعيد عسكرياً ضد اليمن، وفي مُقَدَّمِهم المندوب الاسرائيلي في مجلس الأمن، والذي قال "إن الحـوثيين أعلنوا الحرب على إسرائيل وعلى الولايات المتحدة"، محرضاً في الوقت نفسه ضد الحوثيين بقوله إنهم "إنهم لا يأبهون بالقانون الدولي ولا يعترفون حتى بكم، إنهم لا يعترفون بهذا المجلس"، وأضاف: "آن الأوان لفرض عقوبات عليهم".

 

يأتي هذا في وقت تنتهك إسرائيل كل القوانين والأعراف الدولية، بجرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها في قطاع غزة، ويعرف مجلس الأمن جيداً تجاوز الاحتلال لكل الخطوط، ورغم ذلك لم يستطع اتخاذ أي إجراء يوقف جرائم في غزة، ورغم ذلك يطالبونه باتخاذ عقوبات ضد اليمن، وهو ما اعتبره مراقبون أمراً مثيراً للغرابة والضحك في آن واحد.

 

ممثل بريطانيا في مجلس الأمن أدان الهجمات اليمنية في البحر الأحمر واعتبرها تهديداً للأمن الغذائي العالمي، وتشير التحركات البريطانية إلى الاتجاه نحو التصعيد العسكري مدفوعة من الولايات المتحدة الأمريكية، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني، في وقت سابق: "يجب وقف الهجمات في البحر الأحمر، وسنتخذ إجراءات للدفاع عن حرية الملاحة".

 

الموقف الفرنسي كان مشابهاً لموقف بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، حيث أدان مندوبها الهجمات اليمنية محملاً الحوثيين "مسؤولية تصعيد التوتر في المنطقة"، وتظهر في خطاب الدول الثلاث مغالطات واضحة بشأن الملاحة الدولية، رغم تأكيدات صنعاء المستمرة أن عمليات قواتها البحرية موجهة فقط ضد السفن الإسرائيلية والمرتبطة بها.

 

مندوب الصين في مجلس الأمن ربما كان الوحيد الذي تحدث بنوع من الحيادية الإيجابية، حيث ربط بين العمليات اليمنية في البحر الأحمر والحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قائلاً: " إن التوتر الحالي في البحر الأحمر هو واحد من مظاهر اتساع النزاع في غزة، ويتعين التوصل إلى وقف لإطلاق النار"،

 

في السياق، اتهم مندوب روسيا في مجلس الأمن الولايات المتحدة بأنها بتوجهها نحو التصعيد العسكري ضد اليمن تصب الزيت على النار، ورغم أنه أدان الهجمات اليمنية إلا أنه ربطها بما يحدث في غزة، حيث قال: "ما يحدث في البحر الأحمر لم يأتِ من فراغ، وهو نتيجة مباشرة للحرب في غزة"، موضحاً أن "تعزيز الجهود لتسوية النزاع في اليمن ووقف إطلاق النار في غزة يعالج الأسباب الجذرية للتصعيد الحالي في البحر الأحمر".

 

وأضاف المندوب الروسي أن "أمريكا تستخدم الفيتو في مجلس الأمن وتقوض توفير المساعدات للفلسطينيين في غزة"، مؤكداً أن "أفعال الولايات المتحدة وحلفائها، ومن بينها إنشاء تحالف بحري في البحر الأحمر، تصب الزيت على النار وتهدد بنزاع إقليمي".

 

وكانت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها الرئيسيون استبقوا جلسة مجلس الأمن بشأن التوتر في البحر الأحمر، بإصدار بيان حملوا فيه قوات صنعاء مسؤولية عواقب الاستمرار في استهداف السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، وكالعادة تحت غطاء الهجمات على الشحن الدولي في البحر الأحمر.

 

وجاء في البيان أن "هجمات الحوثيين المستمرة في البحر الأحمر غير قانونية وغير مقبولة وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار بشكل كبير، وسيتحمل الحوثيون مسؤولية العواقب إذا استمروا في تهديد الأرواح والاقتصاد العالمي والتدفق الحر للتجارة في الممرات المائية الحيوية في المنطقة"، الأمر الذي اعتبره مراقبون محاولة أمريكية بريطانية لاعتماد صيغة معينة للتناول الإعلامي للهجوم المحتمل على اليمن، والذي سيكون مسانداً لشرعنة ما تنوي الدولتان الإقدام عليه.