هكذا تغفل أمريكا أقرب الحلول وتتجه نحو فتح جديدة في المنطقة !

YNP / عبدالله محيي الدين -

تتعمد الولايات المتحدة الأمريكية، إغفال أقرب الخيارات، لوقف هجمات قوات صنعاء ضد إسرائيل وسفنها، والمتمثل بوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، والسماح بدخول الغذاء والدواء لأكثر من ٢.٢ مليون فلسطيني تحاصرهم إسرائيل داخل القطاع، وتذهب لتدرس- بحسب التقارير الإعلامية في وسائل الإعلام الغربية، إمكانية شن هجوم على اليمن، بهدف الضغط على حكومة صنعاء، لوقف عملياتها العسكرية التي تستهدف من خلالها السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل على امتداد المياه الإقليمية اليمنية، في البحرين الأحمر والعربي، ومضيق باب المندب،

في إطار إسنادها ومناصرتها للمقاومة الفلسطينية، في مواجهة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي أوقع على مدى ثلاثة أشهر، أكثر من ٢٢ ألف شهيد، وقرابة ٦٠ ألف جريح، ومليوني نازح ومشرد. 

وفيما تؤكد صنعاء استمرار عملياتها، غير عابئة بالتحركات الأمريكية على المستويين العسكري والسياسي، تركز الولايات المتحدة على أبعد الطرق لحمل صنعاء على وقف هجماتها على السفن الإسرائيلية، من خلال محاولة الضغط على صنعاء عسكريا وسياسيا، وهي ضغوط لم تأت بأي نتيجة، حيث تتمسك صنعاء بالوقوف إلى جانب المقاومة الفلسطينية، ونصرة الفلسطينيين في قطاع غزة، كواجب ديني وأخلاقي وأخوي وإنساني، حسب خطاب صنعاء الذي يعبر عنه قياداتها.

وفي الوقت الذي تغفل فيه الولايات المتحدة أيسر وأقرب الخيارات لخفض التوتر الناجم عن استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، ليس في البحر الأحمر فحسب وإنما في عموم الشرق الأوسط، وهو الخيار المتمثل في الضغط على إسرائيل لوقف العدوان الذي تشنه على غزة ورفع الحصار الذي تفرضه على سكان القطاع، تحصر الولايات المتحدة نفسها أمام خيارين هما الأبعد عن إحداث أي اختراق في جدار  الأزمة وخفض التوتر في المنطقة ، الأول هو  الاستمرار في ممارسة الضغوط التي لم تؤد إلى نتيجة، من خلال عقد التحالفات وتعزيز قواتها في البحر الاحمر، وفي هذه الحالة سيظل التوتر مرتفعا في البحر الأحمر، لكن حركة الملاحة الدولية لن تتوقف تماما، وإن كانت بعض شركات الشحن لا تزال تبدي تخوفها، دافعة سفنها للإبحار بعيدا عن البحر الأحمر، باتجاه طريق رأس الرجاء الصالح.

أما الخيار الثاني وهو الأسوأ، فهو إقدام الولايات على شن هجوم على اليمن، وهو ما سغدو إيذانا بحرب مفتوحة، سيرتفع معها التهديد لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، وتتراكم خسائرها دون طائل، كما ستمثل هذه الحرب انكشافا إضافيا لأمريكا التي تدعم إسرائيل منذ بداية عدوانها على غزة، وتشرف بشكل مباشر على جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع بشكل يومي، منذ أكثر من ثلاثة أشهر.

ويؤكد الخبراء والمحللون السياسيون والعسكريون، أن أي حرب جديدة تفتحها الولايات للمتحدة بشن هجوم على اليمن، قد تتوسع لتشمل رقعة أوسع في المنطقة، وستمتد تأثيراتها لتطال الاقتصاد العالمي، حيث أن الملاحة الدولية عبر البحر الأحمر ستتوقف تمام، وستكون أمريكا في نظر الدول التي لا تزال سفنها تبحر بأمان في البحر الأحمر، هي المتسبب بالخسائر التي ستلحق بالاقتصاد العالمي، جراء انقطاع الملاحة في البحر الأحمر الذي يعد الطريق الأقرب بين الشرق والغرب.

وفشلت الولايات المنحدة حتى الآن في إقناع المجتمع الدولي بما تروجه من أن هجمات قوات صنعاء تشكل تهديدا للملاحة الدولية، وهو ما عكسه تخبطها، وإعلانها في ١٩ ديسمبر الماضي عن تحالف من عشر دول، انسحب معظم أعضائه بعد إعلانه مباشرة، وهو الأمر الذي يكشف العزلة الدولية التي باتت تعاني منها أمريكا على خلفية دعمها للعدوان الإسرائيلي على غزة.

ومع كل عملية تنفذها قوات صنعاء ضد السفن الإسرائيلية أو المرتبطة بإسرائيل، تحرص على التأكيد، أن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي ومنطقة باب المندب آمنة لجميع السفن، ما عدا تلك المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، مؤكدة ضمان أمن الملاحة البحرية من جهتها، وأن ما يهدد الملاحة الدولية هو التحركات العسكرية الأمريكية في البحر الأحمر وباب المندب.