
ما أبرز صور الحرب السعودية الجديدة على اليمن وما خيارات الرد؟
خاص – YNP
بعد أكثر من عقد على بدء السعودية حربها على اليمن، تستأنف الرياض معركتها بأساليب وصور جديدة. فما أبرزها وما خيارات اليمن للرد عليها.
في مارس من العام 2015، شنت السعودية عدوانًا مفاجئًا على اليمن بعد إعلانها تحالفًا من 17 دولة، عنونته بـ "إعادة الشرعية"، وكانت حينها تتخذ من سلطة الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي يافطة لشرعنتها.
على مدى أكثر من 9 سنوات، ظلت السعودية، مستعينة بأحدث التقنيات العسكرية العالمية وأبشع "مرتزقتها"، تشن حربًا مباشرة جوًا وبرًا وبحرًا، رافقها إطباق الحصار على مناطق شمال اليمن ذات الغالبية السكانية. وعندما أدركت استحالة تحقيق نصر عسكري، مع تحوُّل في استراتيجية اليمن وقلبها للموازين عسكريًا، ألقت بكل ثقلها إقليميًا ودوليًا للتوصل إلى هدنة أوقفت معها كافة الأنشطة العسكرية وأبقت على الحصار الاقتصادي.
كانت السعودية تعوِّل على تطورات إقليمية ودولية، أبرزها حرب غزة التي قررت اليمن الانخراط فيها بشكل مباشر إسنادًا لغزة. وكانت تتوقع أن تقلب أمريكا وبريطانيا، اللتان ظلت تتهمهما بالتآمر لاستنزافها في اليمن، الطاولة على صنعاء. لكنها أدركت بعد سنوات أن الدولتين القويتين، أو كما تتصورهما، باتتا عاجزتين عن حماية سفنهما وبوارجهما، وقد استدعيتا كافة أساطيلهما الجوية والبحرية في معركة غير متكافئة حُسمت لصالح أصحاب الأرض.
اليوم، ومع توقف حرب غزة للسبب ذاته الذي توقفت فيه حرب اليمن، تُقرر السعودية السير بإجراءات تصعيدية على كافة الأصعدة، وقد بدأت بهجمات على الحدود بالتوازي مع محاولة توحيد فصائلها جنوبًا وغربًا، وسط حملة إعلامية مسعورة تستهدف الداخل اليمني شمالًا.
مع أن الحملة الإعلامية ضد صنعاء لم تتوقف بالنسبة للسعودية، إلا أنها استعرت مؤخرًا. والهدف هو التهرب من استحقاقات ما بعد اتفاق السلام، خصوصًا مع بدء اليمن طرح فكرة الانتقال من الهدنة إلى سلام مستقر ومستدام، وهو ما ترفضه السعودية التواقة لرؤية يمن مُعلَّق بين السلام والحرب.
بالنسبة لصنعاء، وكما تؤكد نخبها، فإن التصعيد السعودي لا يُفهم إلا في سياق حرب جديدة تهدف من خلالها السعودية لإعادة تجريب حظها هذه المرة. ولكن، وقد بلغت حدًا لا يمكن تجاهله، فإن اليمن باتت أمام خيارين لا ثالث لهما: إما الرد أو انتظار الانفجار.
ولكي تحجِّم اليمن المعركة السعودية الجديدة، يبدو أنها تتجه نحو رد حقيقي، أبرز ملامحه حديث القيادات عن إمكانية تسليح الشعب اليمني لمعركة التحرير. وهي بذلك تشير إلى إمكانية حسم المعركة جنوبًا بعد أن توقفت بفعل الهدنة.
أما الخيار الثاني فسيكون استراتيجيًا بامتياز، وسيتمثل بتوجيه ضربات دقيقة لمنشآت استراتيجية، وهو ما قد يمثل انتكاسة للسعودية، خصوصًا في هذا التوقيت.
- تقارير
- الزيارات: 768





