اليمن يطلق رصاصة الرحمة على الاقتصاد الإسرائيلي

YNP _ حلمي الكمالي :

يصعد اليمن من عملياته العسكرية ضد الكيان الصهيوني رداً على استئناف عدوانه على قطاع غزة، وهذه المرة بضرب سفينتين إسرائيليتين في البحر الأحمر، في عملية نوعية تمكنت قوات صنعاء خلالها من اصطياد السفينتين وتحييد البوارج الأمريكية المرافقة لها.

بيان متحدث قوات صنعاء العميد يحيى سريع، الذي أعلن فيه استهداف السفينتين الإسرائيليتين، أكد أيضاً خلاله، استمرارهم في منع السفن الإسرائيلية، وهذه المرة ليس من الملاحة في البحر الأحمر وحسب، بل ومن البحر العربي أيضاً.

وهذا إعلان واضح وصريح بتوسيع نطاق المعادلة اليمنية التاريخية ضد السفن الإسرائيلية من ‎البحر الأحمر إلى ‎البحر العربي، ما يعني إغلاق نهائي لأهم الطرق بما فيها مضيق باب المندب، أمام الملاحة الإسرائيلية، وتلك ضربة قاصمة تطلق فيها قوات صنعاء رصاصة الرحمة الأخيرة على اقتصاد الكيان الصهيوني.

الاقتصاد الإسرائيلي، ينزف تحت طائلة المعادلة اليمنية التاريخية، حيث يعيش أسوأ مراحله في مواجهة أخطر الضربات القاصمة التي قد تقود الكيان المؤقت إلى سقوط مدوي، وهو ما أقر به مسؤولين في حكومة الاحتلال، في تصريحات علنية تكشف حجم التأثير المباشر للعمليات اليمنية التي فرضت حصاراً خانقاً على "إسرائيل"، وأوقفت الملاحة في أهم وأبرز موانئها.

مسؤولون في ميناء "إيلات"، أكدوا بأن الميناء أصبح خالٍ من السفن بفعل العمليات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية، وهو ما أشارت إليه أيضاً صحيفة غلوبس الاقتصادية "الإسرائيلية"، التي أكدت أن الحرب البحرية ألحقت أضرار جسيمة بميناء إيلات الذي يواجه تهديداً بالإغلاق، مشيرةً إلى أن الميناء ينوي إخراج العمال من العمل وإغلاق بوابات الميناء بسبب قلة العمل.

لم يتوقف التأثير الإستراتيجي للعمليات اليمنية، عند إغلاق أهم وأبرز الموانئ التابعة للكيان المحتل وحسب، بل أجبر شركة الملاحة الإسرائيلية "تسيم"، على تغيير خطوط ملاحة السفن الإسرائيلية من مضيق باب المندب، بحسب ما أعلنته الشركة نفسها بعد ساعات قليلة من تعرض سفينتين إسرائيليتين لقصف يمني مباشر في البحر الأحمر.

تغيير شركة الملاحة الإسرائيلية، مسار سفنها من باب المندب، يعني تحويلها عبر طريق الرجاء الصالح البعيد، حيث تحتاج السفن الإسرائيلية للدوران حول كامل القارة الأفريقية للوصول إلى الموانئ الإسرائيلية، وهذا يستغرق وقتاً طويلاً ويتطلّب زيادة كبيرة في تكاليف التأمين والشحن، ما يعني وصول البضائع إلى الأراضي المحتلة بأسعار باهظة.

ولعل هذا ما أشارت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية التي أكدت أن "الحوثيون" حققوا نجاحاً كبيراً في الإضرار بالتجارة الإسرائيلية، في وقت أكد مسؤولين إسرائيليين في قطاع الاستيراد، أن قرار تغيير مسار السفن سيؤدي إلى تأخيرات في عمليات التسليم تتراوح بين 30 إلى 50 يوماً، اعتماداً على بلد المنشأ والحاويات، ما يعني خسائر إضافية للاقتصاد الصهيوني.

كل هذه الهستيريا والاستنفار التي يعيشها الاقتصاد الإسرائيلي، تأتي وسط إعتراف إسرائيلي رسمي بعجزه عن مواجهة المعادلة اليمنية، في وقت يحاول الكيان مداراة هذا العجز عبر تصدير التهديدات اليمنية التي تطال "إسرائيل" على أنها خطر عالمي، وهو ما صرح به متحدث جيش الاحتلال في بيانه الأخير والذي ذهب للقول بأن "هذه مشكلة عالمية وإقليمية ونحن يجب أن نعرف كيف سيتصرف العالم أمام هذه الهجمات".

العجز الإسرائيلي عن مواجهة العمليات اليمنية، هو انعكاساً مباشراً للعجز الأمريكي الواضح في التعامل مع التصعيد اليمني ضد الكيان الصهيوني، في ظل إخفاق القوات والبوارج الأمريكية في حماية السفن الإسرائيلية، ويبدو أن هذا العجز المشترك بفعل العمليات اليمنية، سيشكل ضغطاً كبيراً على الأمريكي والإسرائيلي في إيقاف عدوانهما على قطاع غزة بشكل أو بآخر.

إلى ذلك، يمكن التأكيد على أن ما تصنعه القوات اليمنية ضد السفن الإسرائيلية، مساندة لصمود غزة، هو انتصار للدم العربي والإسلامي الذي سفكته آلة القتل الصهيونية الأمريكية على إمتداد الخارطة العربية والإسلامية طوال العقود الماضية، وقد يكون له تأثير كبير في هزيمة المحور الغربي في المستقبل القريب.