خسارة أيقونة تونس أنس جابر في نهائي ويمبلدون

وصفت أنس جابر هزيمتها 6-4 و6-4 أمام التشيكية غير المصنفة ماركيتا فوندروسوفا في نهائي فردي السيدات في بطولة ويمبلدون للتنس مساء أمس بأنها الأكثر إيلاماً في مسيرتها.

وحملت أنس، المفضلة لدى الجماهير والتي تبلغ 28 سنة، آمال تونس وأفريقيا والعالم العربي في المباراة النهائية، لكن مستواها انهار بشكل كبير في الملعب الرئيس لويمبلدون.

وقالت المصنفة السادسة والدموع في عينيها داخل الملعب عقب خسارتها نهائي ويمبلدون للعام الثاني على التوالي "سيكون من الصعب الحديث لأن هذا صعب للغاية، سأبدو قبيحة في الصور، وهذا لن يساعد، أعتقد بأن هذه هي الخسارة الأكثر إيلاماً في مسيرتي المهنية".

وكانت أنس المرشحة الأوفر حظاً أيضاً العام الماضي، لكنها خسرت المباراة النهائية أمام صاحبة الضربات القوية يلينا ريباكينا.

وعندما ثأرت من هذه الهزيمة في دور الثمانية الأسبوع الماضي ثم أطاحت المصنفة الثانية أرينا سابلينكا من الدور قبل النهائي، بدا أن الأمور كافة تسير في مصلحتها.

وكان كل الحديث قبل المباراة يدور حول أن أنس تستعد لأن تصبح أول امرأة أفريقية ولاعبة عربية تفوز ببطولة كبرى، بعد أن كانت أيضاً وصيفة لبطلة أميركا المفتوحة عام 2022.

لكن على رغم فوزها بأول شوطين، قدمت عرضاً متوتراً مليئاً بالأخطاء وكان من المؤلم مشاهدتها في بعض الأحيان بينما كان حلمها يتلاشى.

وقالت اللاعبة التونسية التي بدت محطمة في نهاية المباراة "أريد أن أتقدم بالتهنئة إلى ماركيتا وفريقها المساعد على هذه البطولة الرائعة، أنت لاعبة مذهلة".

وتابعت جابر "سيكون يوماً صعباً بالنسبة لي، لن أستسلم، سأعود أقوى وأفوز يوماً ما ببطولة كبرى، لقد كانت بطولة رائعة بالنسبة لي، وتمنيت لو واصلت حتى النهاية، وأود أن أشكر فريقي لإيمانه بي دائماً، سنحققها يوماً ما، أعدكم بذلك".

ولقيت جابر التي جعلها أسلوب لعبها المبتكر وشخصيتها الجذابة محبوبة لدى الجماهير في جميع أنحاء العالم، ترحيباً حاراً عندما خرجت من الملعب لتترك الساحة من أجل فوندروسوفا.

وقالت للجماهير "أقدر دعمكم، لقد كانت رحلة صعبة ولكن هذا هو التنس، أعدكم بالعودة ذات يوم للفوز بهذه البطولة".

احتشدت الجماهير التونسية في المقاهي على أمل مشاهدة أنس جابر تحصد لقب فردي السيدات في "بطولة ويمبلدون" للتنس، لكن الرياح جاءت عكس ما تشتهي السفن اليوم السبت.

وقال أمين خواجة الذي تابع المباراة في العاصمة تونس "إن الهزيمة مخيبة"، مضيفاً لـ "رويترز"، "كنا ننتظر جميعاً فوز أنس جابر بهذا اللقب الذي تستحقه بعد مشوار مميز، لكن الهزيمة مؤلمة".

وأشار خواجة إلى أن فوندروسوفا لم تكن أفضل من أنس، لكن التفاصيل الصغيرة حسمت المباراة لمصلحتها، وألقى باللوم على إهدار أنس تقدمها في المجموعة الأولى مما أدخل في نفسها الشك والارتباك.

واعتبر وائل بن عمارة أن أنس لم تدخر أي جهد في سبيل رفع راية تونس وإسعاد التونسيين في كبرى المحافل الدولية، قائلاً إنه شعر اليوم بحسرة كبيرة بعد الخسارة المؤلمة.

وأضاف، "نحن على ثقة بأن أنس ستتوج باللقب في العام المقبل، ونحن فخورون بوزيرة سعادة كل التونسيين والعرب".

وتسعى ألين الهاشمي (8 سنوات) بمضربها الصغير لشق طريقها مثل قدوتها، وأبلغت "رويترز" أنها تعشق هذه اللعبة وأنس جابر زادتها تعلقاً بها.

وتعتبر ألين نفسها بطلة صغيرة تطمح للعالمية مثل ملهمتها، وقالت "كنت أحزن حين تخسر أنس كأنني أنا التي تلعب، لكن حالياً أشعر بالسعادة والفخر لما تحققه وأريد أن أصبح أنس المقبلة".

واستهلت أنس الملقبة بوزيرة السعادة مشوارها وهي بعمر أربع سنوات في نادي التنس بحمام سوسة.

ويقول لـ "رويترز" المدرب المساعد لأنس في بداية مشوارها أنيس جغام، "لمسنا منذ سنواتها الأولى في لعبة التنس قدرات فنية ميزتها عن مثيلاتها"، مضيفاً أن المدرب الأول الذي أشرف على تدريب أنس هو نبيل مليكة، وقد عمل على أن تتدرب مع الذكور لتطور مهاراتها وأدائها.

واعتبر جغام أن خطوات أنس الأولى في النادي كانت الحجر الأساس لمشوارها، لكن انتقالها للتدرب في العاصمة كان بداية التحول، موضحاً أن تألقها أسهم بشكل كبير في تدفق أعداد كبيرة من اللاعبين الجدد إلى النادي، إذ ارتفع العدد من 100 إلى 650 لاعباً خلال الأعوام الأخيرة.

وتابع، "الجميع يحلم بأن يكون ابنه أو ابنته أنس جابر القادمة".

ووصف أحمد الهاشمي، وهو والد إحدى اللاعبات بالنادي، أنس بأيقونة تونس والعالم العربي رياضياً وإنسانياً، وقال إن تألقها جعل من التنس لعبة شعبية يتابعها الشعب التونسي في الأحياء والمقاهي.

واتفقت نبيهة العابد، وهي والدة أحد الأطفال في نادي التنس بحمام سوسة، مع تصريحات الهاشمي، مركزة على الجانب الإنساني لأنس قائلة إنها "كثيراً ما تحن إلى مسقط رأسها وناديها الأول وتزورنا في كل فرصة وتستقبل أطفالنا بكل حب".